كشف المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية موساد شيتاي شافيت امس، ان الجهاز بحث مسألة قتل الخبير الفني النووي موردخاي فعنونو بعدما كشف أسرارا نووية اسرائيلية عام 1986، قبل أن يقرر خطفه لمحاكمته بتهمة الخيانة. واعرب شافيت وهو "العقل المدبر" لعملية خطف فعنونو عن خشيته من احتمال كشف فعنونو مزيدا من الاسرار اثر اطلاقه في نيسان ابريل المقبل. وكان فعنونو اثار غضب تل ابيب عندما أدلى لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية بمعلومات عن عمله في مفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي. وقال شافيت: "سأكون كاذباً لو ادعيت ان هذه الفكرة الاغتيال لم تخطر على بال الكثيرين منا"، مشيرا الى الجدل الذي دار في "موساد" بعد المقابلة الصحافية التي أطاحت بسياسة الغموض المحيطة بالبرنامج النووي الاسرائيلي. واضاف: "لكن اليهود لا يفعلون هذا بيهود اخرين. كان خائناً ... لذلك وفقاً للقيم والقانون اليهوديين دفع فعنونو ثمن ما فعل في السجن". يذكر ان فعنونو 49 عاماً اعتنق المسيحية، وبدأ بمناهضة النشاطات النووية بعد عزله من مفاعل ديمونا. وتحدث الى الصحيفة بعدما حصل على وعد بحصوله على مبلغ من المال لم يكشف قيمته. وكان فعنونو تعهد في خطابات ارسلها من سجنه مواصلة حملاته لكشف القدرات غير التقليدية لاسرائيل. ودفعت المعلومات التي كشفها فعنونو الى جانب 60 صورة فوتوغرافية، خبراء مستقلين الى الاستنتاج بأن اسرائيل تملك ما بين مئة ومئتي رأس نووية. ولم تتضح من خلال المقابلة التي أجرتها "صنداي تايمز" أسماء زملاء فعنونو السابقين في ديمونا وتفاصيل عن الاحتياطات الامنية المتخذة في الموقع. وتحسبا للاعلان عن تلك المعلومات عند اتمام فعنونو فترة السجن التي حكم عليه بها وهي 18 عاماً، طالب شافيت باسكاته "قانونياً". يذكر ان شافيت تقاعد من عمله في "موساد" عام 1996، ويرأس الآن معهد "السياسة الدولية لمكافحة الارهاب" في مركز هرتسيليا. ورأى شافيت ان "الاعتبار الرئيس لا بد أن يكون اصراره على الاضرار باسرائيل. ومن سيضمن أنه سيقول الحقيقة فحسب. ما الذي سيمنعه من تخيل أشياء". وتشير مصادر أمنية الى أن وزارة العدل قد تصادر جواز سفر فعنونو لمنعه من مغادرة اسرائيل، اضافة الى اخضاع المقابلات الصحافية معه لرقابة عسكرية. كما قد تؤدي اي محاولة من جانبه للتحدث عن أسرار الدولة الى محاكمته مجددا.