أعلنت المملكة العربية السعودية رسمياً على لسان وزير الصحة الدكتور حمد المانع عقب نفرة الحجاج إلى مكةالمكرمة بعد رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق "خلو مناطق المشاعر المقدسة من الامراض والاوبئة التي تحول دون خروجهم من الاراضي السعودية". وقال في بيان لمناسبة انتهاء موسم الحج "يسرني ان اعلن سلامة حج هذا العام 1424ه وخلوه من الامراض الوبائية والمحجرية وان حالة الحجاج الصحية بوجه عام جيدة ومطمئنة"، واضاف: "يطيب لي أن أشيد بتعاون جميع القطاعات الحكومية داخل المملكة وكذلك الجهات المختصة في الدول الاسلامية التي اسهمت بفعالية في تمكين المسؤولين عن الخدمات الصحية من تنفيذ خطة الحج الصحية في يسر وسهولة وتحقيق أهدافها على خير وجه وأكمله". وقال مسؤول في وزارة الحج السعودية "ان المملكة حريصة على تنفيذ كافة المشاريع والقيام بإجراء كافة الدراسات الهادفة إلى تحقيق افضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام والارتقاء بها إلى أعلى المستويات وستظل تسير في هذا النهج حتى يرث الله الارض ومن عليها". وتنتهي اليوم رسمياً فعاليات التظاهرة الإسلامية بخروج حجاج بيت الله الحرام إلى مكةالمكرمة وبدء رحلات عودتهم الى بلادهم، لتباشر السلطات السعودية مهمة ملاحقة المتخلفين تطبيقاً لمنع الاقامة على الاراضي السعودية من دون تصريح نظامي. واستقبل المسجد الحرام قوافل العائدين من الحج اعتباراً من أمس بعدما استكملوا مناسك الركن الخامس من اركان الإسلام، ولم تشهد نفرة الحجاج من منى أي حوادث تذكر باستثناء حالات اغماء عادية ناجمة عن الاعياء. وانتشرت القوات الأمنية بشكل واسع امس في كل المسارات والطرقات والجسور والانفاق المؤدية الى الجمرات بغية تنظيم حركة المشاة والحافلات. واكد مدير عام الدفاع المدني اللواء سعد التويجري أمس انه لم تسجل اي حرائق أو حالات طارئة، موضحاً ان جميع القطاعات الحكومية والاهلية العاملة في منطقة المشاعر المقدسة عملت ب"روح الفريق الواحد" اثناء موسم الحج. ورمى الحجاج بعد زوال شمس أمس الجمرات، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة ثم توجهوا لاداء طواف الوداع حول المسجد الحرام، معلنين انقضاء الحج والفوز بمرضاة الرب. وعلى رغم التنبيهات التي اطلقتها السلطات السعودية خلال أيام الحج الا ان الحجيج لم يكترثوا بها وازدحمت المسارات والطرقات بكتل الحجاج المتعجلين وتدافعوا عند جسر الجمرات بغية انجاز الرمي في اسرع وقت ممكن ومن ثم المغادرة . وبذل المسؤولون السعوديون ومنتسبو الأجهزة المعنية بخدمات الحج جهوداً كبيرة في سبيل الخروج من الموسم بأقل الخسائر، ولم يحدث خلال فعالياته ما يعكر صفوه باستثناء تدافع شديد عند جسر الجمرات في اول ايام العيد راح ضحيته 251 حاجاً. إلى ذلك، في إطار مشروع المملكة للإفادة من الهدي والاضاحي الذي يديره وينفذه البنك الإسلامي للتنمية، غادرت مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة طائرتان، الأولى تحمل خمسة آلاف ذبيحة مبردة ستوزع على المستحقين في جمهورية تشاد، والثانية تحمل 2500 ذبيحة مبردة ستوزع على المستحقين في بوركينا فاسو. وأوضح رئيس البنك الاسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد "ان العمل جار على مدار الساعة لتحريك عشرات الشاحنات المبردة خلال الأيام المقبلة لتوزيع لحوم الهدي والاضاحي على المستحقين عن طريق البر والجو في كل من الاردن وسورية ولبنان"، مشيراً إلى انه سيتم شحن كميات اخرى من اللحوم المجمدة عن طريق البحر الى عدد من الدول والجاليات الاسلامية في آسيا وأفريقيا وفقاً لخطة التوزيع المعتمدة هذه السنة وتشمل 26 دولة.