كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في صدر صفحتها الأولى أمس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون يميل إلى تبني توصيات المؤسسة الأمنية بفرض "رزمة قيود" على حركة التقني السابق في المفاعل النووي في ديمونه أو "جاسوس الذرة" طبقاً للقاموس الإسرائيلي موردخاي فعنونو فور خروجه من السجن في نيسان ابريل المقبل، بعد أن قضى حكماً بالسجن ل18 عاماً بعد ادانته ب"الخيانة والتجسس" وافشاء أسرار خطيرة عن المشروع النووي الإسرائيلي و"بيعها" إلى صحيفة "صانداي تايمز" اللندنية. ويتوقع أن تشمل الصفقة تقييد تحركاته واصدار أمر بمنعه من مغادرة البلاد والحصول على جواز سفر وفرض رقابة مشددة على مراسلاته وحظر اجراء مقابلات صحافية معه أو اصدار كتب، فضلاً عن المثول، بين الفينة والأخرى، في مراكز الشرطة، كل ذلك بداعي أنه لا يزال يشكل خطراً على "أمن الدولة" العبرية، والمخاوف من أن يسرب مزيداً من المعلومات عن المفاعل الذري في ديمونه حيث عمل حتى العام 1986، إلى وسائل الإعلام أو إلى نواب عرب أو من اليسار أو حتى إلى منظمات دولية. وأضافت الصحيفة ان قادة المؤسسة الأمنية يفضلون "رزمة القيود" الآنفة الذكر على اصدار أمر إداري باعتقال فعنونو يلزم بالتوجه إلى القضاء مرة كل ستة شهور. ويأخذ هؤلاء المسؤولون في حساباتهم إمكان توجه فعنونو إلى محكمة العدل العليا في إسرائيل محتجاً على سلب حريته، لكنهم يخشون أن يلجأ إلى المحكمة الجنائية الدولية التي اقيمت أخيراً لرفع دعوى ضد السلطات الإسرائيلية. ورأى أستاذ القانون البروفيسور عمانوئيل غروس أن لوزير الداخلية صلاحية منع شخص من مغادرة البلاد "إذا توافرت شبهات بأنه قد يعرض أمن الدولة إلى الخطر أثناء وجوده خارج حدودها". وزاد أن القانون الجنائي يسمح بتقييد حرية التعبير إذا كان من شأن ذلك أن يحول دون المساس بأمن الدولة أو التحريض على العنف. يذكر أن فعنونو 47 عاماً هاجر، بعد فصله من العمل في المفاعل النووي، إلى استراليا حيث اعتنق الديانة المسيحية، ثم غادر إلى لندن لالتقاء صحافيين من "صانداي تايمز" ليسلمهم صوراً التقطها للمفاعل، واعتبرتها إسرائيل كشف أسرار خطيرة. وتبين لاحقاً أن عناصر جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية موساد تابعت تحركاته في العاصمة البريطانية، وأوعزت إلى فتاة تعمل في الجهاز للإيقاع به ومرافقتها إلى ايطاليا، حيث اختطف وجيء به إلى إسرائيل. من جهتها، نشرت الصحيفة البريطانية تقريراً موسعاً جاء فيه أن إسرائيل تعمل على انتاج قنبلة هيدروجينية. ودين فعنونو بالتجسس والخيانة ووضع في سجن انفرادي ليمنع من أي عطلة أو تقصير فترة سجنه، لكنه تلقى رسائل دعم من أرجاء العالم، وأعلن أميركيان تبنيهما له.