كوبنهاغن - رويترز - أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز، في اعتراف علني نادر، ان الدولة العبرية بدأت تطوير "خيار نووي" في الخمسينات. ولم يصل بيريز في مقابلة مسجلة مع قناة "دي.ار 2" الدنماركية التلفزيونية الى حد التأكيد أو النفي لتقارير تتردد على نطاق واسع بأن اسرائيل تمتلك أسلحة نووية. لكن تصريحاته عن الهدف من مفاعل ديمونه الفرنسي الصنع كشفت بعض المعلومات المتعلقة بالقدرات النووية الاسرائيلية التي شارك بنفسه في التخطيط لها قبل اكثر من 40 عاماً واحيطت بسياسة من الغموض المتعمد. وتشكل المقابلة جزءاً من فيلم وثائقي لتلفزيون "دي.ار 2" عن اسرائيل لمناسبة مرور 50 عاماً على قيامها يعرض في الدنمارك اليوم السبت. الردع وسئل بيريز، خلال المقابلة، عن الضرورة لاسرائيل ان تمتلك قدرة نووية فأجاب: "نعم. وإلا ما كنا توصلنا الى سلام. ولو لم نكن بدأنا الخيار النووي آنذاك، قبل 40 عاماً في ديمونه ما كنا سنصل أبداً الى اوسلو بخيار السلام للمنطقة". وقال ان العمل في مفاعل ديمونه في جنوب اسرائيل ساعد في تبديد وهم "ان باستطاعتك تدمير اسرائيل تدميراً مادياً". وأضاف "ان اسرائيل بهذه المناسبة لم تقل قط ان لديها قنابل نووية". وقام بيريز بدور محوري عندما كان مديراً عاماً لوزارة الدفاع في الحصول على موافقة فرنسا في 1956 على بناء مفاعل ديمونه. ووصفت اسرائيل المفاعل في بداية الأمر بأنه مصنع للنسيج ثم بأنه مصنع غير حربي. وكشف موردخاي فعنونو الفني السابق في المفاعل اسرار نووية اسرائيلية لصحيفة "صانداي تايمز" البريطانية عام 1986. وترفض اسرائيل توقيع معاهدة منع الانتشار النووي تجنباً لخضوعها للتفتيش الدولي. وقدر روبرت نوريس الذي شارك في دراسة صدرت في واشنطن الشهر الماضي عن ترسانات القوى النووية الخمس المعلنة في العالم ان لدى اسرائيل "ترسانة جاهزة للاستخدام قد تصل الى مئة سلاح نووي". وقال بيريز في هذا الصدد: "لم نعلنها قدرات الأسلحة النووية مطلقاً، قلنا اننا لن نكون أول من يدخل الأسلحة النووية في الشرق الأوسط". وأضاف انه أبلغ في وقت ما وزير خارجية مصرياً طلب زيارة مفاعل ديمونه انهما اذا ذهبا الى هناك فلن يجدا شيئاً "وعندئذ ستزول مخاوفه وسنفقد رادعنا. أعني ان شكوكهم هي رادعنا". وسئل بيريز اذا كانت اسرائيل فكرت في أي وقت في استخدام رادعها النووي فأجاب: "لا. ليس في الحرب... للسلام. قدراتنا النووية هي لردع الحرب كي يتسنى لنا التوصل الى سلام".