في فصل من كتابه الذي صدر أخيراً وحمل عنوان "حروب رامسفيلد"، يروي المراسل الحربي لدى صحيفة "واشنطن بوست" روان سكاربورف تفاصيل تقرير سرّي ورثه وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفليد عن إدارة الرئيس بيل كلينتون. وينقل سكاربورف عن رامسفيلد قوله لقوات المارينز في أوكيناوا خلال اجتماع في تشرين الثاني نوفمبر 2001: "عالم اليوم مختلف. علينا أن نصبح أكثر سرعة، يجب أن نكون قادرين على التحرّك في ساعات أو أيام بدلاً من أسابيع أو أشهر أو سنوات". ويبدو ان رامسفيلد وغيره من مساعدي بوش ادركوا حاجتهم إلى استراتيجيات جديدة في مواجهة زعيم "القاعد" أسامة بن لادن والرئيس العراقي آنذاك صدام حسين، اضافة الى استراتيجيات أخرى في مواجهة البرنامجين النوويين الإيراني والكوري الشمالي، وذلك نتيجة تقرير لدى البنتاغون عن تهديدات للولايات المتحدة تمتد حتى عام 2020، أعدها سرّاً عام 1999 استخباراتيون في عهد الرئيس بيل كلينتون. وتعتمد الادارة الاميركية على ما تضمنه ذلك التقرير الذي حمل عنوان: "مقدمة حول التهديدات المستقبلية" اختتم بعبارة "سرّي"، وما ورد فيه:1 تخطيط إيران لامتلاك قدرة نووية بحلول عام 2008 بين10 إلى 20 سلاحاً نووياً قبل عام 2020، من بينها صواريخ يصل مداها إلى أوروبا.2 سعي الصين إلى توسيع ترسانتها النووية عبر زيادة عدد القذائف الباليستية العابرة للقارات أربعة أضعاف لتبلغ الولاياتالمتحدة. وتقدّر الزيادة من 40 إلى 220 صاروخاً. 3إمكان امتلاك كوريا الشمالية 10 أسلحة ذرّية من بينها القذائف الباليستية العابرة للقارات. 4 ستبقي إسرائيل على ترسانتها النووية التي تضم حوالى 80 رأساً نووية. 5 تحذير من مواصلة الجارين باكستانوالهند تطويف نفسيهما في النادي النووي عبر بنائهما صواريخ نووية أكثر مما يستوعبه مخزونهما الاحتياطي. ويرجّح أن تطلق الهند أول غواصة لها ذات قدرة على قذف صواريخ باليستية. 6 المكسيك وكولومبيا وإندونيسيا ودولة خليجية من بين الدول التي تعاني خطر انهيارات اقتصادية، مع "انعكاسات عميقة لذلك على الاقتصاد الأميركي". ونقل الكتاب عن الجنرال في الجيش باتريك هيوز الذي أعد الوثيقة قوله: "لا انوي من خلال هذه الرسالة زرع الخوف أو جعلها نذير شؤم، وإنما أتمنّى مناقشة واقعية لبيئة التهديدات المتصاعدة لمساعدة القيادة على فهم أفضل لما يجري والاستعداد له". كما حذّر التقرير من ظهور مجموعات أقل توقّعاً، تشكل تهديداً متزايداً بالإرهاب العالمي. ولاحظ التطور الذي بلغه إنتاج غاز الأعصاب في دول الاتحاد السوفياتي السابق التي تعاني انفلاتاً أمنياً منذ عام 1997، ويمكن الإرهابيين الحصول عليها. وأشار التقرير إلى زيادة عدد الدول القادرة على امتلاك او تطوير أسلحة وصواريخ بالستية وتنفيذ اعتداءات كيماوية، محذراً من الرابط بين تجارة المخدرات والإرهاب. إلى ذلك، تحدثت الوثيقة عن قدرة بعض الدول على نشر عملاء كيماويين وبيولوجيين، من ضمنها العراقوروسياوالصينوكوريا الشمالية. ومما جاء في التقرير: "تملك إيران قدرة كيماوية وربما وسطاء بيولوجيين ذوي قدرة محدودة. أما ليبيا ومصر والهند وتايوان وإسرائيل وكوريا الجنوبية وسورية، فتملك قدرات كيماوية". ويضيف: "يعتقد أنه لدى باكستان والسودان وصربيا وكرواتيا برامج كيماوية لتطويرها. وربما بإمكان ليبيا وسورية وباكستان إنتاج وسطاء بيولوجيين محدودي القدرات ربما لديهم الرغبة في توزيعها حتى إن لم يكن ذلك من طريق النظام العسكري". "ستنشر مصر والهندوباكستان والسعودية عام 2020 أنظمة صواريخ بالستية متوسطة المدى وستتوافر أسلحة الدمار الشامل في كل من هذه الدول. كذلك الهندوالصينوكوريا الشمالية وإندونيسيا وتركيا ستطوّر أو تمتلك أنظمة صواريخ قصيرة المدى". وحذر التقرير من استخدام أنظمة أسلحة الدمار الشامل في "صراعات مستقبلية"، متوقعاً أن تبقى الولاياتالمتحدة الدولة العظمى في السنوات العشرين المقبلة. تهددها روسياوالصين وفرنسا والهندوالمكسيكوإيرانوالعراق.