سجلت مصادر رسمية في الرباط 229 قتيلاً على الأقل و150 جريحاً في حصيلة أولية لضحايا الزلزال الذي ضرب المنطقة المحيطة بمدينة الحسيمة 445 كيلومتراً شمال شرقي الرباط فجر أمس. ورجحت المصادر ارتفاع عدد الضحايا إلى نحو 300، خصوصاً بعد حصول زلزال ارتدادي صباحاً في منطقة جبلية وعرة المسالك، حيث توجهت عناصر من الجيش والدرك على متن طائرات محملة مواد إغاثة لمساعدة المنكوبين. ذكرت مصادر رسمية أن الحصيلة الموقتة لضحايا الزلزال الذي ضرب محافظة الحسيمة شمال شرقي المغرب في الثانية والدقيقة ال37 من فجر أمس، بلغت أكثر من 229 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً، بينهم قتلى من مدينة الناضور على الشريط الساحلي المتوسطي بعيداً عن الحسيمة. ودمرت قوة الزلزال التي بلغت ست درجات على مقياس ريختر، قرية كاملة في منطقة ايمزورن على بعد 18 كلم شرق الحسيمة. وقال شهود في المنطقة إن زلزالاً ارتدادياً ضرب المنطقة حوالى الحادية عشرة قبل الظهر، وأنهم سمعوا أصوات قرويين يستنجدون طلباً للمساعدة في منطقة جبلية وعرة المسالك، مما يحمل على الاعتقاد بإمكان ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 300 قتيل. وأفادت المصادر الرسمية أن الضحايا موزعون بين مراكز سكانية صغيرة في ايمزورن التي فاق عدد قتلاها 164، وآيت يوسف أبو علي 25 قتيلاً، والنغور 15 قتيلاً، وبن حذيفة 6 قتلى وبن بوفراح 3 قتلى. ولم يسجل قتلى في مدينة الحسيمة التي انهارت بعض مبانيها وغادر السكان منازلهم فجراً وانتشروا في الساحات والأماكن الواطئة خوفاً من انهيار المباني، وقضوا الليل في الشوارع والساحات الخضراء وسط هلع شديد. وقال أطباء إن حشوداً كبيرة من السكان زحفت على مستشفيات المدينة بحثاً عن أهلهم وأقاربهم من القتلى والجرحى، وكانوا يطلبون المساعدة للبحث عن الضحايا تحت الأنفاق. وعزا الأطباء وجود عدد كبير تحت الأنقاض إلى أن الزلزال القوي ضرب المنطقة فيما كان سكانها نيام، إضافة إلى أن منازل القرى المجاورة التي دمرها الزلزال، هشة مكونة غالباً من الطوب والأتربة والأخشاب. ولاحظ شهود أن بنايات لم تتعرض للدمار في منطقة ايمزورن، بينما انهارت أخرى بكاملها، ووزعت السلطات رقماً هاتفياً للسكان في الداخل هو 301000008، وآخر للخارج 2123984161 للاستفسار عن أحوال الضحايا والمفقودين، خصوصاً أن المنطقة تعرف بكثافة هجرة ابنائها للعمل في الخارج، وتحديداً في اسبانيا وهولندا والمانيا وفرنسا. في حين أمر العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي وجه رسالة تعزية إلى الأسر المنكوبة، بوضع كل الإمكانات والاجراءات لتسهيل عمليات الانقاذ ومعالجة الجرحى وايواء المئات من الأسر المنكوبة. وتوقعت المصادر أن يزور الملك منطقة الحسيمة في وقت لاحق. وانتشرت في الاقليم قوات من الجيش والدرك، وصلت على متن طائرات عسكرية محملة بالأغطية والمواد الغذائية والمواد الطبية وسيارات الاسعاف لمساعدة الضحايا وازالة الانقاض. واعترف أكثر من مسؤول ان إمكانات المحافظات التي ضربها الزلزال لا تسمح بالتغلب على كارثة بهذا الحجم. إلى ذلك، أعربت دول عدة عن تضامنها الكامل مع المغرب. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية هيرفي لادسوس إن باريس مستعدة لتقديم المساعدات الضرورية، فيما أعرب رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار عن مواساته للشعب المغربي وأجرى اتصالاً هاتفياً بالعاهل المغربي أبدى خلاله استعداد بلاده لتقديم كل المساعدة والدعم للمغرب.