اتسع نطاق التظاهرات الاحتجاجية في المغرب أمس، ليصل إلى أغادير ومنطقة الصحراء الغربية، تزامناً مع المسيرات والوقفات الليلية في الحسيمة والتي تصاعدت بعد إحالة قيادي «حراك الريف» على الادعاء العام في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، بتهمتي عرقلة المشاعر الدينية والإخلال بالنظام العام. وشهدت مدينة العروي في الحسيمة ليل السبت– الأحد، مسيرة حاشدة وصفت بأنها الأكبر من نوعها بعد اعتقال الزفزافي. وجابت المسيرة الشوارع الرئيسية لتصل إلى إحدى الساحات حيث رفعت شعارات مطالبة بالمزيد من الحقوق والحريات، وأخرى نادت بإطلاق سراح المعتقلين وفي مقدمهم الزفزافي. وطوّقت قوات الأمن المغربية تظاهرة نسائية في الحسيمة لبت الدعوة إليها مئات من النساء بعد بيانات وزعتها ناشطات في «حراك الحسيمة» عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، ناشدن خلالها «كافة نساء الحسيمة الالتحاق بعد صلاة التراويح في ساحة «باركي تشيتا» للتضامن مع «حراك الريف». وشاركت في التظاهرة والدة الزفزافي. وشهدت الوقفة الاحتجاجية في بدايتها بلبلة بعدما حاول أمنيون إخلاء ساحة «باركي تشيتا» من نساء كنّ بها، ما أدى إلى ترديد هتافات تنديد وتأكيد المتواجدات على حقهن في التجمع في «ساحة عامة». وسجل خلال مشادة إلى إغماء إحدى السيدات، نقلتها سيارة إسعاف إلى المستشفى. وطوق عناصر الأمن النساء اللواتي بقين في الساحة، ومنع كل من يحاول الالتحاق بهن، قبل أن يبدأن بطرق الأواني ورفع صور المعتقلين في حراك الحسيمة، مع ترديد شعارات من نوع: «الشعب يريد إطلاق سراح المعتقل»، و «كلنا الزفزافي»، و «لا للعسكرة». وكانت تظاهرات ليل الجمعة شهد إصابات لرجال أمن خلال مواجهة مع محتجين في بلدة إيمزورن في ضواحي الحسيمة الواقعة في شمال المغرب ولم يتردد المحتجون في رشق الشرطة بالحجارة، وردت الأخيرة بالمثل، وقال سكان بلدة إيمزورن إن عناصر الأمن استخدمت قنابل غاز مسيلة للدموع. وأفادت تقارير بأن اجتماعاً عقد في القصر الملكي ضم ممثلين عن الأحزاب المغربية للتباحث في كيفية تهدئة الوضع. في غضون ذلك، أعرب الياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض رئيس جهة طنجة– طوان- الحسيمة عن قناعته بأن الاحتجاجات التي يشهدها إقليم الحسيمة ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وليست لها دوافع انفصالية. ويذكر أن التوتر اندلع منذ مقتل محسن فكري بائع السمك دهساً في حاوية قمامة بعد مصادرة الشرطة بضاعته في الحسيمة في 28 تشرين الأول (أكتوبر) 2016، وأصبح فكري رمزاً للإحباط في ظل تصاعد الكلام عن فساد لدى المسؤولين فاقم حالات الفقر والبطالة.