أعلن المختبر الجيوفيزيائي التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني أن هزة أرضية جديدة بقوة 3ر4 درجات على مقياس ريختر سجلت صباح امس باقليم محافظة الحسيمة شمال شرق المغرب. من جانب آخر لم يجد عامل البناء المغربي عبد الكريم خيمة تأويه بعد ان شرده زلزال قوي هز المغرب أمس الاول .. فقد جلس عبد الكريم غاضبا بعد فشله في العثور على خيمة تأويه أثناء الليل في قريته ايت قمرا بشمال المغرب والواقعة على بعد 18 كيلومترا شمالا في مدينة الحسيمة المطلة على البحر المتوسط. وقال عبد الكريم البالغ من العمر 22 عاما وقد بدا عليه الغضب والاستياء: أبلغوني (السلطات) بانه يتحتم علي التوجه الى مجلس المدينة ولكني لا أملك سيارة وليست هناك سيارات أجرة. وواجه مئات من سكان القرى الجبلية بشمال المغرب نفس مصير عبد الكريم بعد الزلزال القوي الذي بلغت قوته 5ر6 درجة على مقياس ريختر وسوى منازلهم المقامة من الطوب اللبن بالارض كما أسفر عن نحو 564 قتيلا. وعجز بعض سكان قرية ايت قمرا عن استيعاب الحزن الذي يواجهونه ولم يكن يعنيهم اين يمضون ليلتهم. وقال محمد غابزوري الذي فقد والده وشقيقاته الثلاث وشقيقه في الكارثة: الحزن يخيم على القرية كلها اذ اننا جميعنا من نفس قبيلة البربر. وجلست ملودا نبيهي البالغة من العمر 22 عاما تلطم خديها وهي تصرخ بعد ان فقدت زوجها وابنيها. وقال عبدالخالق وهو معلم رفض مثله مثل عبد الكريم نشر اسمه بالكامل: حضرت فرق الانقاذ الساعة العاشرة ولكنها لم تتمكن من تقديم الكثير للضحايا لانه لم تكن معها معدات ولا كلاب بوليسية. وفي الحسيمة حول السكان الشوارع الى مخيمات مؤقتة مساء أمس الاول استعدادا لقضاء الليل على بطاطين جرى فرشها على الارض او في سياراتهم. ووترت توابع الزلزال وهي أمر معتاد حدوثه عند تعرض البلاد لزلزال بمثل هذه القوة أعصابهم. وقالت فاطمة عجيو البالغة من العمر 40 عاما وهي تجلس بجوار زوجها في سيارتهما مع ابنتيهما التوأم في المقعد الخلفي: لا يمكنني النوم. وأغلقت بعض الفنادق بينما رفضت فنادق اخرى قبول المزيد من النزلاء قائلة ان السلطات حجزت كل الغرف. وقال مصطفى موظف الاستقبال في احد الفنادق الرئيسية: لقد أغلقنا. وقعت ثلاثة توابع اليوم وهو أمر غير مطمئن. من جانب آخر بعث الاتحاد الاوروبي بخالص تعازيه الحارة الى المغرب بعد تواتر الانباء عن فداحة الخسارة الناتجة عن الزلزال الذي ضرب منطقة الحسيمة شمال شرقي المغرب. واعرب الاتحاد عن وضع امكاناته للمساعدة في تسريع عمليات الاغاثة التي تتقدم ببطء في ظروف في غاية القساوة نظرا للطبيعة الجبلية للمنطقة المنكوبة وخلوها من الطرق الواسعة والامور واللوازم الضرورية لتدارك مثل هذه النوائب والحد من آثارها. وفي حصيلة ما زالت غير نهائية لغاية الان فقد ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب الليلة قبل الماضية منطقة الحسيمة الى 564 قتيلا و300 جريح. وكانت وكالة انباء المغرب العربي ذكرت ان عدد الضحايا يرتفع كلما تقدم رجال الانقاذ في عملياتهم لاسيما في البلدات البعيدة التي يصعب الوصول اليها والتي كانت الاكثر تضررا حيث تولى السكان عمليات البحث تحت الانقاض وانتشال الجثث ودفنها بحيث لم تستطع فرق الانقاذ الوصول اليها الا في وقت متأخر بسبب وعورة تضاريسها واتساع المنطقة المتضررة.