تداولت وسائل الإعلام الأسبوع الماضي، صورة تظهر السناتور جون كيري المرشح الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الاميركية، الى جانب جين فوندا الممثلة الاميركية، في تظاهرة من أجل السلام والانسحاب من فيتنام عام 1970. وأثبتت صورتان لكل من الاثنين على حد زيف هذه الصورة التي سعى مفبركوها، وهم مجموعة من قدامى المحاربين في فيتنام المعارضين لكيري، إلى الطعن في اهليته كمرشح والى وصمه بالخائن والشك بمواطنيته. ومعلوم ان عدداً من الأميركيين يعتبرون ان جين فوندا اقدمت على "خيانة" بلدها بذهابها إلى هانوي التي كانت في حينها عاصمة حكومة فيتنام الشيوعية، لمعارضة القصف الأميركي عليها. ودمج المزورون المعارضون لكيري الصورتين المختلفتين الأولى له خلال اجتماع سياسي في نيويورك في 13 حزيران يونيو 1970، والثانية لفوندا تتحدث خلال تظاهرة في ولاية فلوريدا في آب أغسطس 1972. وفي الحملة الانتخابية الاميركية الحالية التي يشكل الأمن القومي أساسها، يسعى الديموقراطيون إلى إبراز ماضي جون كيري الوطني الذي خدم وطنه ببسالة في فيتنام وحاز على ميداليات شرف عدة، والى انتقاد الرئيس جورج بوش الذي تهرب من المشاركة في القتال، وتمكن بوساطة من والده، من الخدمة في "منصب" في حرس تكساس الوطني. وجاء ذلك في وقت قرّر القيّمون على حملة الرئيس الجمهوري جورج بوش التركيز على ماضي كيري بصفته ناشطاً معارضاً للحرب، في محاولة للانتقام من الديموقراطيين الذين شنّوا حملة إعلانية تهكمية ضد الرئيس. وتتوجه الإعلانات في شكل رئيسي إلى الناخبين في 20 ولاية أبرزها فلوريدا وويسكونسن وميسوري وآيوا ونيوهامشاير ونيو مكسيكو. كما يطال بعضها السيناتور جون إدواردز وعضو الكونغرس دينيس كوتشينيتس، بعد أبحاث معمقة في ماضيهما. واقترح مستشار حملة بوش الإعلامية مارك ماكينون عبارة "كان على خطأ قبل 32 عاماً وهو على خطأ اليوم" شعاراً للحملة. ويخطط المتطوعون في الحملة الجمهورية التي تقدر كلفتها بمئة مليون دولار، للتركيز على إيجابيات مقترحات الرئيس بدلاً من إنجازاته، مستخدمين كلمة "خبيث" لوصف المرشح الديموقراطي البارز. وردّت الناطقة باسم كيري ستيفاني كاتر بالقول: "هذا الهجوم هو واحد من أمثلة كثيرة عن الحاجة الماسة الى تغيير إدارة البلاد من مفكرة جورج بوش إلى أخرى تستجيب الى احتياجات أميركا. ويسمح لنا هذا الاعتداء بالإجابة عبر اختيار مواضيع حقيقية يحتاج الناخبون إلى سماعها".