واجه البيت الأبيض المزيد من الاسئلة بشأن أداء الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش الخدمة العسكرية خلال الحرب الفيتنامية رغم محاولاته اليائسة وقف الحديث في هذا الموضوع. وصف المتحدث باسم البيت الابيض سكوت مكليلان هذه الاسئلة بأنها "سياسة صفراء" وأبدى وزير الخارجية كولين باول غضبا من إلحاح عضو في الكونجرس في ترديد اتهام بأن بوش كان يتغيب(من الخدمة العسكرية) دون إذن. وانهالت الاسئلة ثانية على مكليلان في مؤتمر صحفي أمس الاول من صحفيين لم يرضهم كلام المتحدث باسم البيت الابيض عن الخدمة العسكرية لبوش في صيف وخريف عام 1972. وكان البيت الابيض كشف يوم الثلاثاء الماضي عن وثائق قال مكليلان إنها تؤكد أن بوش كان يتلقى راتبا عن خدمته في الحرس الوطني وحصل على نقاط على إدائه واجباته خلال الفترة موضع التساؤل. والذي أثار مسألة تغيب بوش من الخدمة العسكرية دون إذن أثناء وجوده في الحرس الوطني هو رئيس الحزب الديمقراطي خلال الحملة السياسية الجارية لاختيار مرشح الحزب للتنافس أمام بوش في انتخابات الرئاسة المقبلة. وصف مكليلان اتهامات يوم الثلاثاء الماضي بأنها "شنيعة وبلا أساس" لكنه اختار أمس الاول ألفاظا أقل حدة بدرجة كبيرة، حيث قال "ليس هذا سوى سياسة صفراء. والشعب الامريكي يستحق ما هو أفضل. إننا نواجه تحديات عظاما في هذه البلاد والرئيس يوجه جل اهتمامه إلى العمل الحاسم في مواجهة هذه التحديات. وبدلا من الحديث عن الخيارات التي نواجهها ومعالجة الاولويات الأهم نجد أن البعض يقلب في النفايات بحثا عن كسب سياسي. وجاء تعليق باول خلال شهادة أمام لجنة مناقشة ميزانية وزارة الخارجية في مجلس النواب. وحينما أشار شيرود براون وهو ديمقراطي من أوهايو إلى أن بوش كان يتغيب من الخدمة دون إذن اكفهر وجه باول ورد على النائب. قال باول"لن نبدي اهتماما بتعليقاتك عن الرئيس لانك لا تدري ما تتحدث عنه. إذا كنت تريد خوض معركة سياسية بخصوص هذا الامر المثير جدا للجدل والذي يجري البيت الابيض مداولات بشأنه فليكن لك ما تشاء." ومن المتوقع أن يجري إثارة موضوع أداء بوش الخدمة العسكرية كثيرا خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2004 بسبب الحرب على العراق ولأنه فيما كان بوش يخدم في الحرس الوطني كان المنافس الديمقراطي الرئيسي لبوش وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوسيتس السيناتور جون كيري يخدم في فيتنام وأصيب وقلد وساما لشجاعته هناك. لكن كيري هو الآخر يواجه انتقادات عن أنشطته المناهضة للحرب بعد عودته من جنوب شرقي آسيا وتحوله إلى مناهض مفوه للحرب التي لم تحظ بأي قبول شعبي. من جانبها قالت"سي إن إن" إن حملة كيري أكدت أنه كان يتحدث في مسيرة مناهضة للحرب عام 1970 شاركت فيها الممثلة المناهضة للحرب جين فوندا بعد صورة ظهرا فيها معا وجرى تداولها على الانترنت.فقد قال النائب سام جونسون وهو جمهوري من تكساس إن الارتباط بفوندا التي أغضبت الامريكيين بسفرها إلى هانوي في تموز/يوليو عام 1972 يمكن أن يلحق الضرر بكيري في عيون بعض قدامى المحاربين. كما صرح جونسون لصحيفة واشنطن تايمز إنها(الصورة) ترمز إلى ازدواجيته فهو يتحدث عن شهرته الحربية وهي موضع تساؤل من جانب ووقفته المناهضة لمحاربينا القدامي الذين كان يقاتلون هناك من جانب آخر. رغم ذلك، ذكرت جماعات المحاربين القدامى أن حملة كيري أثارت اهتماما هائلا بين قدامى المحاربين في البلاد. وصرح زعيم واحدة من أكبر هذه الجماعات لشبكة"سي إن إن" بأن كيري أظهر صورة المحاربين القدامي في الحرب الفيتنامية أكثر مما فعل أي مرشح آخر.