أكد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتّيني أن بلاده "تسعى من أجل أن تلعب الأممالمتحدة دوراً مركزياً في العراق، وأن يشهد هذا البلد انتخابات في القريب العاجل، شرط أن يؤكد لنا العراقيون أهمية اجرائها". وأضاف في حوار أجرته معه جريدة "لا ريببليكا" اليومية الايطالية أمس، "ان ايطاليا لم تشارك في الحرب على العراق لكننا نساهم في اعادة اعماره" وذكّر بمنجزات بلاده في هذا الصدد، مشيراً الى أن "أول مستشفى ميداني أقيم في العراق كان ايطالياً وأولى عمليات مصادرة التحف الفنية والآثارية العراقية المسروقة من المتحف العراقي نفذتها الشرطة العسكرية الايطالية". وناشد فراتّيني المعارضة الايطالية التعامل مع ملف العراق، من منطلق الرغبة في اعادة اعماره، واشار الى أن بلاده "عازمة على مساعدة العراقيين من خلال تفعيل دور الأممالمتحدة، وبالدعوة الى اجراء انتخابات" واكد ان روما بذلت جهداً كبيراً في رأب الصدع الذي أصاب "الجبهة الأوروبية" اثر الحرب على العراق، معتبراً عدم اعتراض ألمانيا على دور لحلف الأطلسي في العراق، والمطالبة الفرنسية بدور أوروبي في المرحلة الانتقالية العراقية "نتاجاً للجهد الديبلوماسي الذي بذلته ايطاليا واسبانيا لاعادة رص الصف الأوروبي". ولاحظ فراتّيني أن الادارة الأميركية لن تعارض في حال اعتبر العراقيون ان الظروف ليست مواتية لاجراء الانتخابات، ونقل عن وزير الخارجية الاميركي كولن باول قوله له في مكالمة هاتفية: "في حال اكد لنا العراقيون أنهم بحاجة الى وقت اضافي لاجراء المواجهة الانتخابية ليس بإمكاننا الاعتراض". وأعرب فراتّيني عن قناعته بضرورة "توسيع مجلس الحكم العراقي بحيث يضم غالبية أطياف المجتمع" مؤكداً أن "ايطاليا ترى اهمية حل التحالف كما هو متوقّع في الأول من تموز يوليو". وأشار الى أنه "ينبغي بناء مستقبل العراق من خلال العمل مع الأممالمتحدة وليس من خلال الانسحاب من البلد". وجاءت تصريحات فراتّيني عشية مناقشة مجلس الشيوخ الايطالي اليوم قانون تمويل الوحدة الايطالية المنتشرة في الناصرية. وفيما اعتبرت الحكومة بقاء القوة واستمرار عملها "مساهمة حيوية في اعادة الاستقرار الى العراق" ما زالت المعارضة اليسارية والمسيحية تطالب بإعادة النظر في الأمر، ويطالب بعض القوى اليسارية كالحزب الشيوعي وحزب الخضر بسحب القوة من الناصرية. ويُنتظر أن يشهد مجلس الشيوخ غداً مواجهة عنيفة بين الحكم والمعارضة لا سيما أن الحكومة أقدمت على الدمج بين وضع القوة العاملة في العراق وأوضاع الوحدات العسكرية الايطالية الثماني 9 آلاف عسكري العاملة في مناطق الحروب والصراعات، وبينها القوة المرابطة في كوسوفو.