تستعد اكثر من مئة شركة ناقلة عراقية لفتح مقار لها في منطقة الفاو، عند مدخل الخليج، استعداداً للمرحلة المقبلة عندما يُفتتح"ميناء العراق الكبير"، الذي يجري العمل فيه حالياً، وسيوفر مجالاً غير مسبوق لنشاط تلك الشركات. ويضم الميناء المطور اكثر من 50 رصيفاً اختصاصياً، تجارياً ونفطياً، ذات مواصفات حديثة تناسب حاجات البلاد المتوقعة من تصدير واستيراد لتلبية متطلبات خطط اعادة الاعمار ومستلزمات التنمية. وقال سعيد الراوي، الذي يملك شركة نقل حمولات، انه واصحاب شركات مماثلة يأملون بزيارة البصرة قريباً للقيام بمسح ميداني للحصول على مقار او قطع اراض يجري تشييدها في مركز مدينة البصرة او في منطقة الفاو، استعداداً لمرحلة يتوقع ان تشهد تحولاً واسعاً على صعيد حجم الحمولات في الميناء الجديد بعد استكمال بنائه. واضاف ان"قطاع النقل الخاص لا بد ان يؤدي دوره في هذا المجال، لانه يمتلك اسطولاً من سيارات النقل يوازي ما تمتلكه الدولة، بالاضافة الى خبرته الطويلة في هذا المجال، الامر الذي يجعله ينهض بدور متميز بعد استقرار الاوضاع الامنية وتوافر امكانات النقل، سواء في الموانئ الحالية او الميناء الجديد المرتقب". واعرب احمد رشيد صالح، وهو صاحب شركة متخصصة بصهاريج نقل المشتقات النفطية، عن امله بالحصول على دعم مؤسسات الدولة في البصرة لتسهيل الحصول على مقار لشركات القطاع الخاص، لا سيما وان اسعار العقار والاراضي ارتفعت بشكل ملحوظ في مركز مدينة البصرة وفي المنطقة الملاصقة لميناء الفاو، وبات من الصعب الحصول على قطعة ارض هناك بسبب كثافة اقبال شركات النقل والتخليص الجمركي على المنطقة. وكانت وزارة النقل اعلنت عن البدء في تنفيذ"ميناء العراق الكبير"، الذي سيضم اكثر من 50 رصيفاً اختصاصياً تُنفذ وفق احدث التصاميم الدولية، وذات مواصفات متكاملة ومتعددة الخدمات تسمح باستقبال السفن والناقلات النفطية العملاقة ذات الغواطس البحرية العالية. وذكرت تقارير عراقية ان الميناء، الذي سيُقام على مساحة الاف عدة من الدونمات قبالة مدخل الخليج في الفاو عند رأس البيشة، سيُسهم في امتصاص تدفق السفن التجارية والنفطية على البلاد، مع اختزال الزمن في رسوها وابحارها بعدما كانت تقطع مسافات طويلة، تستغرق اياماً، لترسو عند ارصفة ميناء ام قصر البعيد عن رأس الخليج، والذي لم تعد امكاناته تتناسب مع حجم البضائع والحمولات المتوقع لاحقاً. وقال المهندس البحري في فرع شركة الملاحة العربية في العراق سعدون مريوش ل"الحياة":"سيوفر ميناء العراق الكبير امكانات متميزة، تفوق امكانات معظم موانئ المنطقة، من حيث القدرة في مجال الشحن والتفريغ وزيادة المناولة لسفن الحاويات المصنعة حديثاً، وسيكون له دور مهم في تطوير الحركة التجارية والاقتصادية والسياحية لمدينة البصرة عموماً، باعتمادها نافذة يطل العراق من خلالها على دول العالم كلها، ما يجعلها العاصمة الاقتصادية للبلاد مستقبلاً".