تشكل بقايا المخلفات العسكرية في شط العرب، نتيجة الحروب المتعاقبة على العراق، عقبة كبرى أمام فتح القنوات الملاحية لدخول السفن إلى عمق المحافظة ووصولها إلى أطراف البلاد البحرية في أقصى الحدود. وقال الناطق باسم الشركة العامة لموانئ العراق أنمار الصافي ل «الحياة» إن «الكثير من السفن والزوارق العسكرية والتجارية قصفت في الحروب التي مر بها العراق أثناء إبحارها وغرقت في قعر شط العرب وما زالت إلى اليوم تعرقل نشاط حركة الملاحة». وأضاف: «غالبية قنواتنا الملاحية أغلقت بسبب المخلفات حيث لا تستطيع السفن ذات الحمولات العالية أن تصل إلى ميناء المعقل وسط البصرة عن طريق الخليج العربي». وتابع: «تم التعاقد مع شركات عالمية لأجل انتشال قطع السفن من قعر الشط وهي الآن تعمل على أجزاء منه». وقال إن «وجود المخلفات يؤثر أيضا في البيئة البحرية العامة للشط وليس على الملاحة فقط». وقال المدير العام لدائرة النقل البحري في البصرة مهدي عسكر ل «الحياة» إن «السفن الآتية إلى العراق تصل إلى ميناء أم قصر وهي ناحية قريبة من الحدود البحرية للبلاد». وأضاف: «هناك بواخر ضخمة الحجم غاطسة في عمق القنوات الملاحية العراقية الداخلية وغالبية الحملات لتنظيفها باءت بالفشل حيث قمنا بوضع حلول متعددة منها تقطيع البواخر الغارقة داخل المياه ورفع أجزاءها ولكن ذلك يحتاج إلى معدات خاصة». وزاد: «الشركات الحكومية العاملة في النقل البحري والموانئ اتفقت على فتح أحد الأرصفة المهمة المقابلة لموانئ إيران وهو رصيف المعامر ولكن وجدنا أن الغوارق في هذا المكان تعيق إنجاز المشروع». وقال الدكتور رياض الأسدي رئيس قسم الدراسات الإيرانية في جامعة البصرة ل «الحياة» انه «إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) بدأت حرب الناقلات بين البلدين والتي تم فيها الاستهداف المتبادل لناقلات النفط والناقلات البحرية التجارية والحربية والتي امتدت لتشمل الدول الداعمة للطرفين وما تلاها من حروب تسببت بغرق مئات الآلاف أو ملايين الأطنان من الحديد في شط العرب والقنوات الملاحية لجميع الموانئ العراقية ما عرقل النشاط الملاحي فيها في شكل كامل». وأضاف: «غارت في أعماق شط العرب والموانئ العراقية عشرات القطع البحرية العراقية والأجنبية بسبب القصف الجوي فضلاً عن تآكل بعضها بسبب التوقف لأكثر من 15 سنة بسبب الحصار والعقوبات الاقتصادية التي حددت حركة النقل البحري وأنهت الأسطول البحري العراقي وكل القدرات والإمكانات الفنية والملاحية». وقال الكابتن البحري حسين داوود : «هناك تراكم لكميات كبيرة من الطمى على الغوارق وهذا ما يشكل مشكلة لدينا في مسيرنا حتى في الأماكن القريبة من وجود الغوارق». وأوضح أن «وجود الغوارق يسبب مشاكل أخرى غير إعاقة الحركة البحرية حيث يعرقل عمليات الكري التي من الممكن أن تزيد من عمق الشط والمشكلة تزداد سوءاً بعد أن انحسر مستوى المياه في جنوب العراق نتيجة السياسات المائية التي تنتهجها الدول التي تنبع منها أنهار العراق».