جاءت إلينا من جبال لبنان، رقيقة الملامح قوية الطموحات، شديدة الموهبة، البساطة والعفوية من سماتها الأساسية، خطفها التلفزيون من عروض الازياء لتقدم أول أعمالها"رجل من زمن العولمة"، ولتنطلق بعدها في أعمال مع كبار النجوم. ما زالت في انتظار السينما التي تجدها لعبة غير مضمونة النتائج. إنها نادين سابا التي التقتها"الحياة"، وكان هذا الحوار: آخر عمل عرض لك هو"الصعود الى القلب"، فكيف رشحت له؟ - من رشحني كان الاستاذ فرج ابو الفرج وكان رئيس قطاع الانتاج وقتها وكان شاهدني في مشهد من مسلسل"رجل من زمن العولمة"ولأن ملامحي اجنبية رأى أنني مناسبة في دور ايميلي فاتصلوا بي وذهبت لعمل مقابلة مع المخرج وأخذت الدور. وما الذي جذبك الى الدور؟ - في البداية لم أكن مشجعة لفكرة تقديم دور أجنبية لئلا يحصرني المخرجون في هذه الشخصية، ولكن عندما قرأت الشخصية وجدت انها اجنبية مختلفة، والدور جديد وما جذبني اليه أكثر انه في زمن مضى كنت اتمنى العيش فيه. وما الأعمال التي شاركت فيها حتى الآن؟ - أول عمل كان مسلسل"رجل في زمن العولمة"الجزء الثاني إخراج الدكتور عصام الشماع، وثاني عمل"أدهم وزينات والثلاث بنات"مع الفنان فاروق الفيشاوي، ثم"الصعود الى القلب"مع محمد رياض، وأخيراً مسلسل"بابا في تانية رابع"مع الفنان محمود ياسين. قدمت أعمالاً قليلة ولكن مع نجوم كبار فكيف كان شعورك عند الوقوف أمامهم للمرة الأولى؟ - شعرت بمزيج عجيب من السعادة والرهبة الشديدتين، خصوصاً عندما وقفت امام الفنان محمود ياسين لأن عملي مع فاروق الفيشاوي جاء بعد ترشيحه لي في مسلسل"أدهم وزينات"فشعرت انني قريبة منه الى حد ما. وفي"الصعود الى القلب"عملت مع محمد رياض ونحن تقريباً في الجيل نفسه فلا توجد رهبة، أما الفنان محمود ياسين فكانت معظم مشاهدي معه وقابلته للمرة الأولى في البلاتوه عند تصوير اول مشاهدنا فكنت اشعر بخوف شديد ظهر في ادائي مما لفت نظره فأوقف التصوير وهدأني وقال لي: كلنا في البداية نشعر برهبة ولكن انسي كل شيء وتذكري دورك فقط ولا تخافي، مما شجعني وجعلني اكثر تماسكاً. وماذا تعلمت من هؤلاء النجوم؟ - اشياء كثيرة، فالاستاذ محمود ياسين تعلمت منه كيفية استخدام نبرة صوتي في التعبير والأداء وليس ملامحي فقط، وكان يجعلني اشعر بالمشهد واندمج في الأداء اكثر فيجعلني احاول أن أكون على المستوى نفسه وأجتهد لئلا اظهر ضعيفة امامه، والفنان فاروق الفيشاوي العمل معه متعة حقيقية فرأيته كيف يتعب ومع ذلك يعمل بحب وتفانٍ من دون ملل أو شكوى. لماذا دخلت مجال التمثيل الآن فقط على رغم وجودك في مصر منذ 16 عاماً؟ - أنا كنت بعيدة عن مجال التمثيل، فأنا في الاصل عارضة ازياء ودرست"الموديلنغ"في لبنان وعملت فيه، ثم جئت إلى مصر مع مصممة ازياء لبنانية لعرض ازياء، ولكنني استقريت في مصر من وقتها. ولم ادخل مجال التمثيل الا منذ عام واحد، على رغم حبي للتمثيل طوال حياتي، وكانت تعرض عليّ أدوار إلا أنها ليست الأدوار التي اتمناها وتقدمني للمشاهدين كما كنت اتمنى، فانتظرت 16 عاماً أعمل في مهنتي ولا اسعى الى شيء حتى جاء الوقت وتغيرت الظروف الفنية وأصبح من الممكن أن يقدم الفنانون الجدد ادواراً كبيرة، وأصبح النجوم الشباب يقدمون أفلاماً من بطولتهم. ومن طريق الصدفة حصلت على دور طبيبة في مسلسل"رجل من زمن العولمة"مع الفنان صلاح السعدني. رشحني زميلي في عروض الازياء والممثل عمرو مهدي، وذهبت وقابلت المخرج عصام الشماع وأخذت الدور. ولم أكن أفكر في تكرار التجربة الى أن جاءت ا1لصدفة للمرة الثانية وقابلت الفنان فاروق الفيشاوي ولم أكن أعرفه وكان هناك صديق مشترك بيني وبينه فقال له انهم بدأوا في تصوير مسلسل"أدهم وزينات"وفي حاجة الى ممثلة تقوم بدور رولا وهي ممثلة والزوجة الثانية لأدهم وهو الفنان فاروق الفيشاوي، فرآني وعرض عليّ الدور فوافقت على الفور وفي اليوم التالي اتصل بي وحدد لي موعداً مع المخرج محمد فاضل الذي قابلته ثم بدأت التصوير بعدها. ألم تخافي من أن أول دور كبير تقدمين فيه شخصية شريرة مثل رولا؟ - هذا صحيح. فهذه النقطة كانت تقلقني جداً ولكنني تحدثت فيها مع المخرج محمد فاضل، فشرح لي أبعاد الشخصية ووجدت أن رولا ليست شخصية شريرة بطبعها لأنها لم تخطط لخطف رجل من زوجته ولكن هو كان بالفعل بدأ يبتعد عنها وأحس أنه في حاجة الى زوجة يظهر بها أمام مجتمعه الجديد، إذ كانت زوجته تكرس كل وقتها للبيت والبنات فقط مما دفعه الى ان يعرف امرأة اخرى، ورولا لم تسع خلفه. لذلك على رغم أن شكل الدور كان مخيفاً، إلا أن حقيقته كانت غير ذلك. وفي شكل عام كيف تختارين أدوارك؟ - أنا لا أضع مواصفات معينة للشخصية التي أؤديها في العمل الدرامي، ولكن ما يجذبني في كل دور هو أن تكون شخصية لم أجد ممثلة قدمتها بالطريقة نفسها من قبل وأن تكون هادفة ولها مضمون وقصة داخل العمل، وأنا أشعر بالدور من بداية قراءتي له، فإذا جذبتني الشخصية أوافق على الدور. وماذا عن المسرح والسينما؟ - عرضت عليّ مسرحيات ولكن بصراحة انا أعتبر أن المسرح غول وإذا لم أكن بالقوة التي اقف بها لأواجه الجمهور فمن الممكن أن أفشل، وفي المسرح الجمهور يأتي للفنان ولا سبيل للخطأ أو الإعادة، لذلك فضلت الانتظار قليلاً حتى أكون متمكنة اكثر، إضافة الى أنني لا أحب الروتين واخترت عرض الأزياء والتمثيل لأنني في كل مرة اقدم شيئاً مختلفاً. ولكن بالطبع امام جلال المسرح وأهميته اذا عرض عليّ عمل قوي ومع مخرج ونجوم كبار فمن الممكن أن اتشجع وأقدمه. وبالنسبة الى السينما عرضت عليّ أفلام ولكن لم يكن لي دور جيد فيها، ووجودي كان سيقتصر على الشكل فاعتذرت وفضلت الاستمرار في التلفزيون. والسينما اصبحت الآن لعبة غير مضمونة النتائج وأنا اعتبرها مجازفة حتى بالنسبة الى كبار النجوم، إذ لم يعد هناك قواعد لنجاح الافلام. وما رأيك في ما يقال حول قدرة الفنانات غير المصريات على أداء أدوار الإغراء التي ترفضها المصريات؟ - أولاً: الإغراء موجود في السينما المصرية من زمان إذ قدمته فنانات مصريات مثل الفنانة القديرة هند رستم التي كانت تقدم الإغراء غير المبتذل من خلال نظرة عينيها او مشيتها، ولكن للأسف جاء وقت من الأوقات كانت فيه السينما المصرية تقدم الإغراء في شكل مقزز من عُري وتقبيل وأنا ضد هذا الاغراء. وثانياً: انا لا أرى أن الفنانات غير المصريات هن فقط من يقدمن الإغراء. فهناك فنانات مصريات ايضاً قدمنه. والإغراء ليس جرماً في حد ذاته. لذلك اذا عرض عليّ فيلم جيد وبه مشاهد اغراء سيكون الأداء في شكل غير مبتذل. ألا تشعرين بالقلق لأن ملامحك الأجنبية من الممكن أن تحدد عملك ونوعية الأدوار التي تعرض عليك؟ - لا أجد ابداً أن ملامحي عائق امام تقدمي وأنا آخذ نجمات كبيرات مثلاً أعلى في هذه النقطة مثل نادية لطفي ومريم فخر الدين وهند رستم اللواتي كانت ملامحهن غير شرقية ولكن قدمن شخصية بنت البلد والمعالمة وغيرها من الادوار. أنا أجد أن الملامح والشكل لا علاقة لهما بنوعية الادوار، إذ طالما هناك امكانات تمثيلية لا توجد مشكلة وانا لن أدع أي شيء يقف أمامي أو يمنعني من اداء دور قوي في عمل كبير. استطيع ان أغير من ملامحي بالمكياج والصبغات مع وجود مخرج يوجهني ويوجه ادائي ويخرج ما بداخلي من قدرات تمثيلية. كيف تنظرين الى مستقبلك الفنّي؟ - أتمنى تقديم اعمال في مستوى ما قدمته، وبدأت به. لا أريد أن أقدّم أقل منه بل أطمح الى مزيد من الاجتهاد، وكي اكسب حب الجمهور الذي اتمنى أن يشجعني دائماً.