بعد حصولها على لقب ملكة جمال مصر قبل سبع سنوات، دخلت الفنانة الشابة إنجي شرف المجال الفني كموديل في الكثير من الإعلانات، ثم موديل في اغنيات الكثير من المطربين المصريين المصورة بطريقة الفيديو كليب، ومنهم ايهاب توفيق ومحرم فؤاد وغيرهما. وأخيراً جاءتها الفرصة السينمائية التي انتظرتها طويلاً، بعدما رشحها المخرج ايهاب راضي للقيام بدور في فيلمه "فتاة من اسرائيل" امام محمود ياسين وفاروق الفيشاوي ومصطفى شعبان وخالد النبوي. ثم توالت أعمالها السينمائية: "النمس" أمام محمود عبدالعزيز، "الشرف" أمام فاروق الفيشاوي وجيهان فاضل، و"راندفو" امام خالد ابو النجا وفتحي عبدالوهاب وأحمد زاهر. وفي التلفزيون قدمت انجي شرف الكثير من المسلسلات التي لاقت نجاحاً كبيراً ومنها "نساء في الغربة" أمام تيسير فهمي وطارق الدسوقي و"رجل في زمن العولمة" امام صلاح السعدني وهالة صدقي، وهو المسلسل الذي انتهت أخيراً من تصوير جزئه الثاني. وفي المسرح كانت لها مشاركة في مسرحية "شيء في صدري" امام الكوميدي أحمد بدير. "الحياة" التقتها وكان هذا الحوار: على رغم اختيارك ملكة جمال لمصر قبل أعوام لم يضعك أحد في إطارك "البنت الجميلة". فهل كان هذا التمرد إدراكاً منك لضرورة تقديم أدوار تؤكد موهبتك الفنية؟ - بعد عملي موديل إعلانات وفي بعض اغنيات الفيديو كليب أمام بعض المطربين الشباب والكبار، قررت التمرد على ملامحي سعياً الى تقديم أدوار تمثيلية تشدد على موهبتي وليس على جمالي، فإذا كان الجمال مطلوباً في الاعلانات والكليب، فهو ليس مطلوباً بالقدر نفسه في التمثيل، وبالتالي كنت في فيلمي الاول "فتاة من إسرائيل" اخطو للمرة الاولى في المجال الفني، ما جعلني افتح جميع حواسي لاستيعاب كل ما يحدث من حولي. وبدأت استفيد من الفنانين الذين شاركتهم هذا العمل، بدءاً من الفنانين الكبار محمود ياسين وفاروق الفيشاوي ورغدة وحتى الزملاء الشباب خالد النبوي ومصطفى شعبان وغيرهما، الى أن بدأت خطواتي السينمائية تكون أفضل مع أفلام تالية مثل: "النمس" و"الشرف" و"راندفو". ليس اعتراضاً لماذا زاد تركيزك التلفزيوني على السينمائي فهل يمثل ذلك اعتراضاً على ما يحدث الآن على الساحة السينمائية؟ - هذا ليس صحيحاً، فاتجاهي الى الدراما التلفزيونية كان نتيجة أن ما عرض عليّ في السينما لم يكن جديداً أو جيداً بأي حال من الأحوال. فبعد الاعمال التي قدمتها في بداية حياتي، كنت اطمع في أعمال تقدم صورة لبنات جيلي مستقاة من الواقع، لكنني وجدت أن الاعمال التي تقدم تكتفي ببطولات مطلقة للرجال، في حين يقتصر وجود الفنانات على مجرد تزيين الفيلم بوجه جميل، او بفتاة تبادل البطل المشاعر الرومانسية السطحية. ومن ثم وجدت أن قبولي الدراما التلفزيونية في هذا التوقيت مفيد على مستويات عدة، في بدايتها ان أكون موجودة على الساحة، وان استطيع مزاولة العمل في المجال الذي احب، من دون أن ارتضي لنفسي الوجود في أعمال سينمائية لا توفر القيمة الفنية التي أسعى اليها، ومن ناحية أخرى انتظاراً لأعمال سينمائية تقدم عرضاً لمشكلات الفتيات في مجتمعاتنا العربية. على رغم هذا التركيز التلفزيوني، إلا أنك لم تقدمي سوى ثلاثة أو اربعة مسلسلات فقط، لماذا؟ - لأن الكثرة في الاعمال التلفزيونية تكون سيفاً ذا حدين في أحيان كثيرة جداً، لأن ذلك من شأنه أن يحرق الفنان، وأن يجعله ضيفاً ثقيلاً على المشاهدين. وهو ما جعلني أقلل من ظهوري التلفزيوني طوال الفترة الماضية. ففي الأعوام الثلاثة الأخيرة لم أقدم سوى مسلسل "رجل من زمن العولمة"، وها أنا الآن انتهي من تصوير جزئه الثاني. فالتلفزيون كجهاز إعلامي يمتلك سحراً طاغياً على الناس، واخشى أن ينقلب هذا السحر علي وضدي، إن أنا أفرطت في الظهور من خلاله، ومن ناحية أخرى انشغل أحياناً كثيرة بمتابعة الساحة السينمائية الراهنة، للوقوف على كل جديد فيها، فالسينما هي المجال الأقرب الي، وهي كانت طوال الوقت صاحب الفضل الأول والأخير في ظهوري. احتضان يقال الآن ان خريطة البطولات السينمائية في مصر بدأت تتغير لمصلحة نجمات عربيات، مثل هند صبري ونور اللبنانية، وغيرهما من النجمات اللواتي بدأن الوجود في القاهرة، فما رأيك في هذا؟ - طول عمر السينما المصرية وتاريخها وهي تحتضن المواهب العربية الناجحة، فمنذ ثلاثينات القرن الماضي كان هناك صناع سينما عرب ساهموا في شكل كبير في ترسيخ الفن السينمائي في مصر ومنهم ماري كويني وآسيا داغر، ومن المطربين والفنانين احتضنت السينما المصرية مواهب عدة من ابرزها الفنانون صباح ووردة وعبدالسلام النابلسي ونجاح سلام وفايزة احمد وغيرهم، وها نحن اليوم نجد مطربين وفنانين عرباً كثيرين يأتون الى القاهرة للانطلاق منها، وهذا شيء في مصلحة السينما المصرية وليس ضدها، ومن ثم فأنا اقف مع دعم تجارب فنانات عرب في السينما المصرية مثل هند صبري ونور، فهما فنانتان واعدتان جداً، وأكبر دليل على ذلك نجاحهما في أكثر من عمل سينمائي مصري، وأعتقد أنهما ستواصلان نجاحهما هذا في أعمالهما الفنية المقبلة. بعد دخول المجال الفني، لم تكرري تجربة الاعلانات أو العمل كموديل في الاغنيات المصورة. فهل كان ذلك مجرد خطوة اولى لدخولك عالم الفن؟ - أنا لا أنكر ذلك، فخطوة عملي كموديل كانت مجرد سبب ومحاولة لدخولي المجال الفني كممثلة، وحين حدث هذا لم أعد في حاجة الى تكرار تجربة الاعلانات او العمل في اغنيات الفيدو كليب، على رغم أنني أجد الكثير من الفنانين الذين يجربون من حين الى آخر حظهم في تقديم الاعلانات، ومن هؤلاء نجوم كبار في السينما والتلفزيون مثل يسرا ومصطفى فهمي وعمرو دياب وهشام سليم وغيرهم، فأنا لست ضد تقديم الاعلانات، وربما أكرر التجربة لو عثرت على اعلان يحتاج الى ممثلة وليس الى موديل فقط، ولكن في هذه الفترة لا أرى ضرورة ما تدفعني الى تقديم الاعلانات، على الاقل وأنا احاول تأكيد خطواتي في الاعمال التلفزيونية والسينمائية، وهو ما جعلني أرفض تقديم أي أعمال إعلانية خلال هذه الفترة. أخيراً، من هم الذين أضافوا إليك فنياً ومن هم الذين تحلمين بالعمل معهم سواء كانوا فنانين أو مخرجين؟ - كل من عملت معهم اضافوا لي، وعلموني الكثير جداً، ومنهم المخرج ايهاب راضي الذي وضع قدمي على طريق الفن في بداية حياتي، من خلال عملي معه في فيلم "فتاة من اسرائيل" والمخرج المتميز عصام الشماع الذي قدمت معه مسلسل "رجل في زمن العولمة". ومن الفنانين تعلمت من محمود عبدالعزيز ومن صلاح السعدني وأثر فيّ بشدة الفنان أحمد بدير الذي قدمت معه مسرحية بعنوان "شيء في صدري" قبل عام. اما عن المخرجين والفنانين الذين اتمنى العمل معهم، فهناك اسماء عدة اذكر منها المخرجين شريف عرفة ومحمد خان.