نظمت مكتبة الاسكندرية قبل فترة برنامجاً سينمائياً بعنوان"أسبوع حوار الشرق والغرب"قدم أفلاماً متميزة من الانتاج المصري - الأوروبي المشترك، ومن هذه الأفلام فيلم"الصقر"وهو انتاج مصري ايطالي عام 1950 من إخراج صلاح أبو سيف، اضافة الى أربعة أفلام من انتاج مصري - فرنسي مشترك هي:"اليوم السادس"1986 ليوسف شاهين،"شحاذون ونبلاء"1991 لأسماء البكري،"مرسيدس"1993 ليسري نصرالله، وأخيراً"الأبواب المغلقة"1999 لعاطف حتاتة. وللمناسبة اهتم مركز الفنون و"برامج الفنون السينمائية"بإصدار كتيب مصاحب لأسبوع السينما هذا. وتناول الكتيب كل فيلم بالتفصيل لجهة التأليف والانتاج التنفيذي للفيلم، إضافة الى نبذة عن حياة مخرج كل فيلم. وهكذا قدم الكتيب معلومات مفصلة عن كل فيلم، ومن المعلومات المقدمة عن فيلم"الصقر"، أنه عن قصة وسيناريو نينو نوفاريز، وحوار بيرم التونسي، وتصوير سانتوني وهو بالأبيض والأسود -35 ملم. كما يعرض الكتيب الاغاني التي ضمها الفيلم والتي من بينها"إن كنت فارس"تأليف بيرم التونسي وتلحين فريد الأطرش. ويستعرض الكتيب أيضاً اسهام ممثلي الفيلم مثل سامية جمال وعماد حمدي وفريد شوقي. وفي نهاية التعريف بالفيلم استعرض الكتيب حياة المخرج القدير صلاح أبو سيف الذي ولد في أيار مايو 1915 في القاهرة وتوفي في حزيران يونيو 1996، وقد بدأ حياته العملية محرراً سينمائياً ثم مساعداً للإخراج في فيلم"تيتا وونج"من إخراج أمينة محمد عام 1937 ثم عمل مونتيراً في استوديو مصر. وصلاح أبو سيف كان ثالث مخرج يفوز بجائزة الدولة التقديرية بعد محمد كريم وأحمد كامل مرسي، وصدر له كتابان هما:"السينما فن"1971، و"كيف تكتب السيناريو"1981. ومن بين أشهر أعماله"ريا وسكينة"،"شباب امرأة"،"الوسادة الخالية"،"لا أنام"،"أنا حرة"،"وبداية ونهاية"، وغيرها من الأعمال العظيمة التي أثرت التاريخ السينمائي المصري. ليس وحيداً أما الفيلم الثاني الذي يعرضه الكتيب فهو"اليوم السادس"سيناريو وحوار وإخراج يوسف شاهين عن رواية اندريه شديد. الفيلم من تمثيل داليدا، محسن محيي الدين، يوسف شاهين، يوسف العاني وشويكار، تدور أحداثه انطلاقاً من مدينة القاهرة 1947 حول اللحظات الكبرى التي يواجهها الإنسان البسيط ويواجه فيها نفسه ويتضح فيها معدنه ويكتشف انه ليس وحيداً. عرض الكتيب في آخر الفيلم تعريفاً بالمخرج يوسف شاهين الذي منذ بداياته وهو يعمل مخرجاً ومنتجاً وكاتب سيناريو وممثلاً في كثير من الأحيان. ولد يوسف شاهين في الإسكندرية في كانون الثاني يناير العام 1926 وتخرج في معهد باسادنيا للتمثيل في كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة الأميركية. حصل شاهين على الكثير من الجوائز المحلية والدولية ومن بينها الجائزة الكبرى في مهرجان قرطاج 1970 عن مجموع أعماله، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان برلين 1979 عن فيلمه"أسكندرية .. ليه"، وجائزة الدولة التقديرية للفنون في مصر عام 1994، والجائزة التذكارية لليوبيل الذهبي لمهرجان"كان"عام 1997 عن مجموع أعماله. من بين أعماله الأشهر في تاريخ السينما المصرية"سيدة القطار"،"صراع في الوادي"،"باب الحديد"،"الناصر صلاح الدين"،"الأرض"،"عودة الابن الضال"،"المهاجر"،"المصير"، أما آخر أعماله فهو فيلم"إسكندرية .. نيويورك". فيلم"شحاذون ونبلاء"هو ثالث فيلم يعرضه الكتيب، والفيلم سيناريو وحوار أسماء البكري وحسام الدين زكريا عن رواية آلبير قصيري، وهو من تمثيل صلاح السعدني، عبدالعزيز مخيون، محمود الجندي وأحمد آدم. الفيلم يعبر عن قاع مدينة القاهرة في الأربعينات والتغيرات التي واجهها هذا المجتمع أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد فاز هذا الفيلم عام 1991 بجائزة النقاد وجائزة جمهور الشباب وجائزة الاتحاد الدولي لدور عرض الفن والتجربة في"مهرجان مونبلييه"لأفلام البحر المتوسط في فرنسا، كما فاز العام 1992 بجائزة أحسن مخرج في فيلمه الأول في مهرجان معهد العالم العربي في باريس وجائزة أحسن فيلم في مهرجان"رين"لأفلام المدن في فرنسا. أما فيلم"مرسيدس"للمخرج يسري نصر الله فهو رابع فيلم في الأسبوع السينمائي في المكتبة. وهو من تمثيل يسرا، زكي فطين عبدالوهاب، عبلة كامل، وتحية كاريوكا. يقدم الفيلم نظرة ثاقبة على واقع مصر والعالم العربي منذ بداية حركة الإرهاب تحت اسم الإسلام، والتحول من النظام العالمي القديم إلى النظام العالمي الجديد وسقوط الاتحاد السوفياتي وغزو صدام للكويت. أما مخرجه يسري نصر الله فيقدمه الكتيب كمخرج وناقد وكاتب سيناريو، ولد في القاهرة عام 1952وتخرج في كلية السياسة والاقتصاد في جامعتها، وعمل مساعداًَ للمخرج يوسف شاهين لمدة 10 سنوات. من أهم أفلامه"سرقات صيفية"،"المدينة"، و"باب الشمس". أما الفيلم الأخير فهو"الأبواب المغلقة"للمخرج والمؤلف عاطف حتاتة، من تمثيل سوسن بدر ومحمود حميدة. وهو الفيلم الذي يقول عنه الناقد الفني سمير فريد إنه"أهم فيلم مصري تناول قضية التطرف الديني التي تتوقف عليها علاقة مصر بالعالم شرقاً وغرباً. وهو بأسلوبه الواقعي البسيط اثبت أن كل اتجاهات الفن المختلفة من الواقعية إلى الفانتازيا يمكن أن تستمر معاً".