باسم سمرة ممثل شاب يخطو خطواته الأولى السينمائية نحو النجومية. ملامحه تؤكد مصريته. دخل الفن بالصدفة وحصل في مهرجان الاسكندرية السينمائي الماضي على جائزة عن دوره في فيلم "المدينة" للمخرج يسري نصرالله، ويسعى الآن الى ترسيخ قدميه. معتبراً أن ما ناله اخيراً من جوائز يحتم عليه أن يشعر أن مسؤوليته كبيرة. "الحياة" التقته، وسألته عن أحلامه وأعماله الجديدة وعن بدايته كممثل، قال: "عشقت فن التمثيل منذ الصغر من خلال المسرح المدرسي، وبعد تخرجي من كلية التربية عملت مدرساً، وفي أحد الأيام قرأت عن اختبارات تجريها شركة مصر العالمية التي يملكها المخرج يوسف شاهين لاكتشاف وجوه جديدة، فتقدمت، وحتى ذلك الوقت لم أكن أعلم هل يوسف شاهين ممثل أم مخرج؟ كل معلوماتي عنه أنه ظهر كممثل في فيلم "باب الحديد". وفي الشركة شاهدت شابين يمثلان مشهداً المفترض أن يبدأ بحب ثم يتحول الى كره شديد. لكنهما فشلا في أدائه. ووجدت الاستاذ يوسف شديد العصبية، فقلت له أنا أقوم بالدور، فأجاب غاضباً: من أنت ولماذا اتيت الى هنا؟ فقلت أتيت حتى أعمل اختبار. فحفّظوني المشهد الذي شاهدته من الشابين ومثلته في صورة جيدة، فوقّع معي عقد فيلمه القصير "القاهرة منورة بأهلها"، الذي يحكي عن شبان لكل منهم أزمته، فالأول متطرف مثلاً والثاني يبحث عن عمل، والشخصية التي جسدتها أنا كانت شخصية عريس جديد يبحث عن مسكن. وبعد عرض الفيلم هوجم في شدة، وقالوا عنه انه يسيء الى مصر!! ومع منع عرضه تبخرت احلامي التي رسمتها لنفسي، إذ كنت أتوقع أن أتلقى، بعد عرضه، السيناريوهات والافلام، لكنني اصبت بإحباط وصدمة بعد منعه. بصراحة فيلم "القاهرة منورة بأهلها" ألم يكن مسيئاً الى سمعة مصر؟ - لا. الفيلم جميل جداً ولم يكن يسيء اطلاقاً الى مصر، لأنه كان يتحدث عن 3 أزمات موجودة فعلاً في مصر، واعتقد انها ما زالت موجودة، والفيلم قدم الواقع كما هو من دون رتوش تجميلية، و"حقيقي" ان ثمة أموراً أخطر من هذه لكن لم نتناولها في الفيلم. ماذا فعلت بعد منع عرض الفيلم؟ - ذهبت الى العمل مع المخرج المسرحي حسن الجريتلي ومكثت معه سبعة شهور استفدت منه كثيراً من خلال الورشة الفنية التي يديرها، فتعلمت منه طريقة اعداد الممثل واستعمال صوتي بطريقة سليمة وغيرهما من فنون التمثيل. بعد ذلك التحقت بالخدمة العسكرية، وخلالها عرض علي المخرج يسري نصرالله دور أشرف في فيلم "مرسيدس" فأديته. وبانتهاء الخدمة، التحقت بمعهد الفنون المسرحية بعد صعوبات ثم تركته نظراً الى وجود خلافات بيني وبين بعض الموظفين هناك. وقابلت الدكتور محمد عبدالهادي المتخصص في إعداد الممثل فتعلمت منه فن الأداء التمثيلي وطريقة التمثيل بجسدي وبكل خلجة فيَّ. شاركت في عدد من الأفلام القصيرة والطويلة مع مخرجين متميزين مثل يوسف شاهين، يسري نصرالله، وعلى رغم جمال السينما التي يقدمونها إلا انها سينما لا تصل الى رجل الشارع العادي. ألم تفكر في العمل في السينما العادية؟ - حتى الآن لم تعرض علي أفلام غير التي مثلتها، واذا عرض علي أي فيلم جيد فسأوافق فوراً، لأنني أعشق السينما. وكل ما أريده هو ان أعمل سواء في سينما عادية أو سينما جديدة مختلفة، المهم أن أعمل. وسبق وتعاونت مع المخرجة اللبنانية رنده شهال كممثل ومساعد مخرج ثالث في فيلم اسمه "فرنسي في القاهرة"، وساعدت المخرج عاطف حتاتة في فيلم "الأبواب المغلقة". باسم سمرة ما رصيدك السينمائي حتى الآن؟ - خمسة أفلام، فيلمان قصيران هما "القاهرة منورة بأهلها" و"صبيان وبنات"، والباقي أفلام روائية هي "فرنسي في القاهرة"، و"مرسيدس" وأخيراً "المدينة". كيف عرض عليك فيلم "المدينة"؟ - عرض عليَّ المخرج يسري نصرالله سيناريو الفيلم وطلب مني أن أقرأ جيداً كل الأدوار، ولم يحدد لي الدور بالضبط، فوجدت في السيناريو 5 شخصيات، والشخصية الرئيسية تتكلم الفرنسية وتلعب ملاكمة، وأنا لا أعلم أي شيء عن الفرنسية أو الملاكمة، لكنني تحديت نفسي وتلقيت الكثير من الدروس في الملاكمة والفرنسية وعندما علم نصرالله بهذا أعطاني دور البطولة. مثلت دور البطولة المطلقة للمرة الأولى في فيلم "المدينة" ما الصعوبات التي واجهتها فيه؟ - الصعوبة كانت تتمثل في انني وجه جديد وغير معروف. وحتى يقنع المخرج منتج الفيلم كان في هذا صعوبة شديدة، فضلاً عن دروس الملاكمة والفرنسية. والفيلم كان مليئاً بالتحديات والصعوبات لكنني والحمد لله نجحت بفضل المخرج يسري نصرالله وتمكنت من أن أتخطى الصعوبات وأن أمثل في صورة جدية وأفوز بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الاسكندرية. من هم الممثلون الذين تعشق أداءهم؟ - أحمد زكي واسماعيل ياسين وروبرت دي نيرو، وسعاد حسني وهدى سلطان وعبلة كامل. ما جديدك السينمائي؟ - انتهيت من كتابة فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" مع السيناريست ناصر عبدالرحمن. وسندخل البلاتوهات قريباً لتصويره.