أن تدفع 26 أو 27 دولاراً في الشهر، لمدة ثلاث سنوات متتالية، لتحصل على جهاز كومبيوتر يساوي سبعمئة دولار نقداً، واشتراك مجاني في شبكة الإنترنت 3 سنوات، هو موضوع مشروع"كومبيوتر لكل طالب"الذي أطلقته الندوة الاقتصادية في لبنان، الأسبوع الماضي. "مايكروسوفت"، عملاق صناعة برمجيات الكومبيوتر في العالم، و"سايبيريا"اللبنانية لخدمات الانترنت، و"انتل"، اكبر صانع للرقاقات الالكترونية، اجتمعت بإدارة مجموعة"انترنت فاسيليتيز"Internet Facilities Group. لتدعم كومبيوتراً عادياً. الطلاب والمعرفة و...الاقتصاد يستهدف المشروع الطلاب بصورة حصرية. ويقدم لهم كومبيوتراً بمواصفات عادية، وبسعر يراوح بين 900 و972 دولاراً، في حين لا يتعدى ثمنه في السوق راهناً ال700 دولار. أسباب المشروع كثيرة. تنطلق من معاناة"المواطن اللبناني، في مختلف مواقعه، سواء في المؤسسات أو الشركات أو على الصعيد الفردي، من ارتفاع كلفة ادوات تكنولوجيا المعلوماتية والإتصالات". وأشار رئيس"الندوة الاقتصادية"وجيه البزري، الى أن كلفة الاتصالات المتطورة لبنانياً"تعتبر التعرفة الأغلى على مستوى العالم". ووصف المشروع بانه فرصة للبنانيين،"لا سيما فئة الطلاب منهم لدخول شبكة الإنترنت العالمية... من أجل مزيد من المعرفة والتواصل والثقافة العامة". لكن ما هو نوع المعرفة التي تسهلها المبادرة؟ وما هي حصة الثقافة العامة من الموضوع؟ سؤالان لم تتطرق اليهما الندوة. يعزز المشروع الذي سينفذ مطلع العام الجديد، مكانة الشركات التجارية الكبرى، ذات العلامات المُسجلة، في الأسواق المحلية إلى حد كبير. ومن المؤكد أنه سيساهم في رفع مبيعاتها. ويعتبر مشروعاً اقتصادياً بحتاً. وتضافرت فيه جهود الشركات المعنية مع"وزارة الاقتصاد"لتأمين بدائل عن برامج الكومبيوتر المقرصنة،"التي لا تفيد الدورة الاقتصادية في لبنان"، كما يقول ميشال كلزي، مدير عام مجموعة"انترنت فاسيليتيز". الخطوات اللازمة للاستفادة من المبادرة، بسيطة ومباشرة:"يكفي ان يتوجه الطالب إلى واحد من المصارف التي تتعاون معها الشركات، أو أحد مراكز البيع المعتمدة... يقدم أوراقه... ويحصل على الجهاز بثمن مقسط على 3 سنوات". جاءت ندوة الإعلان عن المشروع مقتضبة ومباشرة. وأكد فيها ممثلو الشركات المعنية، اي دايفيد رايان من"انتل"، وخليل عبد المسيح من"مايكروسوفت"، وبسام جابر من"سايبيريا"، أهمية"أول مبادرة تتوجه نحو الطلاب والأساتذة في لبنان". لكن ما هو الجديد في طرح هذه المبادرة، خصوصاً بعد"فشل"أو طي مشروع"كومبيوتر للجميع"PC 4 ALL المشابه الذي أطلقته الدولة في وقت سابق؟ وما هي جدوى توجه المشروع إلى فئة الطلاب دون سواهم من أفراد المجتمع اللبناني؟ فالمسألة برمتها محصورة في توفير الإنترنت، من دون أي إضافات أخرى تميز الطلاب عن غيرهم في هذه المعادلة. لا مواقع علمية خاصة بالطلاب، ولا أدلة إلى مراجع علمية أو حتى كتب أو مناشير تتعلق بالشؤون الدراسية. ولا يختلف الكومبيوتر الذي يسوقه المشروع عن سواه. وبذا، لا يشبه المشروع اللبناني مثلاً مشروع"سيمبيوتر"Simputer الذي ظهر في الهند، لتسهيل استخدام الطلاب والفقراء والأميين لعالم المعلومات.