بدأ الرئيس اميركي جورج بوش مشاوراته السياسية استعداداً لولايته الثانية، بعدما حسمت الأرقام الانتخابية السباق لمصلحته ومع اقرار منافسه الديموقراطي جون كيري رسمياً بخسارته السباق وتهنئته لبوش بأربع سنوات أخرى. وجاءت الخطوة وسط انقسام حاد في الرأي العام واكتساح جمهوري ل "مثلث القرار" الأميركي بأكثرية في مجلسي الشيوخ والنواب وفوز محقق في البيت الأبيض. وخذلت ولاية أوهايو الديموقراطيين مرة اخرى، وبفارق 2.5 في المئة، وساعدت الرئيس بوش الذي حسم فلوريدا و26 ولاية أخرى بتصدر السباق حسب الاستطلاعات الأولية والتي يتوقع أن تعطيه 286 هيئة انتخابية، بعد استكمال الفرز في ولايات نيو مكسيكو وأيوا. ونجح كيري في حصد 20 ولاية وأهمها ميشيغان ونيو جيرسي وبنسلفانيا وويسكونسن، وجمع 252 هيئة انتخابية. وخلافا للعام 2000، حقق بوش فوزاً مزدوجاً في مجموع الكليات ومجموع الأصوات وبنسبة 51.1 في المئة من الناخبين مقابل 48.5 في المئة لكيري و0.3 في المئة للمرشح المستقل رالف نادر 390 ألف صوت. وجاءت تهنئة كيري بعد عدوله عن الطعن في نتائج ولاية أوهايو والمطالبة باعادة فرز ال150 ألف صوت احتياطي، وبعد حسابات للحملة وفرت الدخول في العملية. ولم يتعد اتصال كيري الأربعة دقائق، تلاه خطاب رسمي لسناتور ماساشوستس. وبرز في نتائج الأمس تأييد كثيف لكيري في صفوف الأقليات اليهودية والأقلية الافرقية الأميركية والتي ساعدته في حسم السباق في ولايات نيويورك ونيو جيرسي وبنسلفانيا. وجاءت الاستطلاعات الأولية لتظهر تأييداً لكيري بنسبة 76 في المئة في صفوف الجالية اليهودية مقابل 24 في المئة لبوش. واكدت منظمات عربية - أميركية ل "الحياة" أن أكثرية الصوت العربي الأميركي ذهبت الى كيري في ولايات فلوريدا وميشيغان، وأشارت الأرقام الأولية الى صب ما نسبته 2 الى 1 من أصوات المسلمين والعرب لكيري. ومن المفاجآت في نتائج الأمس الانخفاض النسبي في أصوات الشباب 18 الى 24 عاماً، والذي رغم التوقعات والحملات الديموقراطية المستهدفة لزيادته، جاء خفيفاً ومطابقاً لأرقام العام 2000، أي بنسبة واحد الى عشرة من الناخبين. ولوحظ حذر مبالغ في وسائل الاعلام باعطاء التكهنات والنتائج، لكن "مركز زغبي الدولي" خرقه بتوقع مبكر لفوز ساحق لكيري ليل أمس بنسبة 311 ثم عاد المركز فتراجع عن هذه النتيجة. وتلقى الحزب الديموقراطي ضربات متتالية في نتائج الاقتراع في مجلس الشيوخ، بعد خسارة 3 مقاعد، أحدها غير مسبوق للسناتور توم داشل زعيم الأقلية الديموقراطية، وانتهت بحصيلة 45 مقعداً مقابل 54 للجمهوريين، وخسرت نورث كارولينا الحاضنة لمرشح نائب الرئيس الديموقراطي جون ادواردز مقعدها في المجلس أيضاً. كما خسر الحزب الأزرق أربعة مقاعد اخرى في مجلس النواب فيما بقيت أرقام حاكمية الولايات كما هي بنسبة 22 للديموقراطيين و28 للجمهوريين.