استبقت الحملة الديموقراطية تقارير اللجان الانتخابية المتوقعة بعد الموعد المحدد لصدور نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية صباح الأربعاء المقبل، ورفعت أمس، تسعة شكاوى قضائية في ولاية فلوريدا الحاسمة في أجواء تنذر بسيناريوات استثنائية قد تعرقل معرفة النتائج أو تحول الكرة إلى مجلس النواب في حال تعادل الفريقين. وأقدم الحزب الديموقراطي وعبر طاقم يشمل 3000 محام في الولاية، على تقديم تسع دعاوى قضائية تستهدف إحداها أمينة سر الولاية غليندا هوود المعينة مباشرة من جيب بوش شقيق المرشح الجمهوري الرئيس جورج بوش. وتضمنت الشكوى اتهامات بعرقلة تصويت الأقليات السوداء، ونقص اللوائح وغياب الناخبين الديموقراطيين عنها ومنعهم من التصويت. وجاء ذلك على رغم أن فلوريدا "ولاية الشمس" فتحت صناديقها مبكراً في هذا السباق، تجنباً لتكرار كابوس العام ألفين والذي حسم أصوات الهيئات الانتخابية ال27 في الولاية لبوش وبفارق 537 صوتاً عن المرشح الديموقراطي آل غور. واتهمت الحملة الجمهورية في الولاية الفريق الديموقراطي ب"الفساد". وأكدت أن اللجوء إلى القضاء هو "تمهيد لتأخير النتائج ومنع الرئيس بوش من الفوز بالولاية". وأشار استطلاع مركز زغبي الدولي الصادر أمس إلى تقدم لبوش في الولاية على سناتور ماساتشوستس جون كيري وبفارق أربع نقاط ونسبة 49 في المئة. لكن جولة الرئيس السابق بيل كلينتون في الولاية أمس، أعطت زخماً للحملة الديموقراطية في أوساط الأقليات اليهودية والأفريقية. وتوجه كلينتون يرافقه كاميرون كيري شقيق المرشح الديموقراطي، إلى مجموعات يهودية ليؤكد لها "ثبات كيري في الدفاع عن إسرائيل وضمان أمنها". وأضاف أن "هذه الانتخابات ليست حول من سيدعم اسرائيل ومن لن يدعمها". ويقيم في فلوريدا 700 ألف يهودي ذهبت أصوات 79 في المئة منهم لآل غور عام 2000. وفاقت نسبة الصادرات المتبادلة بين فلوريدا والدولة العبرية ال111 مليون دولار عام 2003، بحسب أرقام مؤسسة التعاون الاسرائيلي -الأميركي. كما يعيش في اسرائيل 6000 أميركي ممن يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات، بحسب إحصاءات الوكالة. ولايات ساخنة وسيناريوات كوابيس ويبدو من الأرقام أن فلوريدا ليست استثناء في هذه الدورة، مع سخونة المعركة في ولايات أخرى مثل أوهايو وبنسلفانيا والتي وصل إليها آلاف المحامين لرصد العملية. وفيما طعن الجمهوريون ب35 ألف صوت مسجل في الولاية، ركزت الحملة الديموقراطية على تعبئة القاعدة الأفريقية -الأميركية في الولاية والتي تشكل 52 في المئة من سكان مدينة كليفلاند وتنحاز تاريخياً إلى الخط الديموقراطي. ورفضت المحكمة العليا في الولاية أمس، شكوى المرشح المستقل رالف نادر بالنزول على لوائح الولاية، وحسمت الأمر بعدم خوضه السباق هناك لعدم جمعه أصواتاً كافية. وحذرت صحيفة "واشنطن بوست" من "كوابيس انتخابية" ليل فرز الأصوات الثلثاء المقبل، في ظل احتدام السباق بين الفريقين ووقوفه على نقطة واحدة لمصلحة بوش في استطلاع مركز زغبي الدولي الذي أصاب بأرقامه في الانتخابات عام 2000 و1996. وتخوف مراقبون من تعادل في النتائج وعجز أي من المرشحين من الحصول على أكثر من 269 هيئة انتخابية، ما يعني أن يؤول اختيار الرئيس إلى مجلس النواب ذي الأكثرية الجمهورية. ويحاول الديموقراطيون تفادي هذا السيناريو بتوسيع قاعدتهم الانتخابية والتركيز على ولايات قليلة النقاط قد تعدل في النتائج. وأشارت الاستطلاعات الأخيرة إلى استعادة كيري الأفضلية في ولايات الوسط الغربي أي ويسكونسن وآيوا ومينيسوتا 27 نقطة، وتعادله في ولايتي نيفادا وويست فيرجينيا المحسومة تاريخياً للجمهوريين وتقدمه في كولورادو، يقابله تعادل في ولاية نيو جيرسي المحسومة للديموقراطيين تاريخياً واستعادة بوش تقدمه في أركنساو. وكثفت الحملتان إعلاناتهما التلفزيونية لاستمالة الأقلية الحائرة، وفيما أطلق الديموقراطيون إعلانًا يصور التقارير الصحافية الأخيرة حول الأسلحة المفقودة في العراق، و"الفوضى" التي تهدد حياة الأميركيين هناك، ردت الحملة الجمهورية بإطلاق إعلان يصور كيري "الليبرالي" في لقطات فوتوغرافية مع مايكل مور وجاين فوندا، ويحمل شعار: "جون كيري: قلب الولاياتالمتحدة وروحها". وأشارت جداول الهيئة الفيديرالية إلى زيادة الإنفاق في صفوف مجموعات غير حكومية ومستقلة عن الإنفاق داخل الحملات هذا الشهر. وسجلت الأرقام نسباً غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الأميركية تعدت ال165.7 مليون دولار في الأشهر الثلاثة الماضية أي ضعف ما أنفق في الفترة السابقة. وتعادل موازنة مجموعة "بوون بيكنز" المعادية لكيري البيلون دولار وهي تتصدر الجدول، يليها البليونير جورج سوروس المعارض لبوش والذي قدم لمنظمات ليبرالية 23.7 مليون دولار. ويسعى نواب من الكونغرس الأميركي إلى حد نسبة الأموال والتبرعات للمنظمات خارج الحملة فرق ال527، في حين تمنع اللجنة الفيديرالية للانتخابات، الحملات الرسمية من صرف أكثر من 74 مليون دولار بعد انتهاء مؤتمراتهم. وقدر الجدول المصاريف الاجمالية للحملات هذه الدورة ب 3.9 بليون دولار أي بزيادة 30 في المئة عن عام 2000.