تضاربت استطلاعات الرأي الأميركية في حساباتها للسباق الرئاسي الأميركي قبل 22 يوماً من موعده، وفي حين أعطى مركز "زغبي" الدولي للاحصاءات تفوقاً بنقطة واحدة للمرشح الديموقراطي جون كيري على منافسه الرئيس الحالي جورج بوش، تصدر الأخير في استطلاع شبكة "آي بي سي" التلفزيونية وبفارق أربع نقاط على كيري. وأظهرت أرقام استطلاع "أي بي سي" تقدم بوش 58 عاماً بنسبة 50 في المئة في مقابل 46 في المئة لكيري، بعد تصعيد لهجته الهجومية في مناظرة الأسبوع الماضي، وعشية المناظرة الأخيرة بينهما بعد غد في ولاية أريزونا. وانتقدت الحملة الديموقراطية الاستطلاع لاعتماده 43 في المئة من الجمهوريين في مقابل 34 في المئة ديموقراطيين. وأشارت أرقام مركز زغبي إلى تقدم طفيف لكيري 60 عاماً بنسبة 46 في المئة في مقابل 45 لبوش. واجمع الاستطلاعان على أهمية الفئة الحائرة من الناخبين والتي حددها "زغبي" بنسبة 7 في المئة، باعتبارها ستقرر نتيجة الانتخابات في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. واستفاد بوش من أدائه الهجومي في المناظرة الأخيرة والذي بعكس أول مواجهة اختلفت التوقعات فيها، وعمد بوش إلى التركيز خلالها على صفات منافسه المتقلبة بدل الانتقال إلى المقعد الدفاعي الذي كلفه المناظرة الأولى. وتسعى الحملتان إلى تكثيف جهودهما في الولايات الحاسمة التي تنقل فيها بوش وكيري في عطلة نهاية الأسبوع. ونجح كيري في التقدم بفارق نقطة واحدة في ولاية أوهايو بعدما كان متأخراً بنسبة تسع نقاط في استطلاع ل"سي أن أن" أجراه مركز غالوب. وأشار الاستطلاع أن الأولوية في أوهايو للوضع الاقتصادي بعدما خسرت الولاية نحو ربع مليون وظيفة في الثلاث سنوات الماضية. وتاريخياً، تعتبر أوهايو مفتاحاً أساسياً للجمهوريين في السباق، إذ لم يتمكن أي جمهوري من الوصول إلى البيت الأبيض من دون كسب ال21 نقطة في الولاية والعكس صحيح. وتتساوى ولايتا فلوريد وبنسلفانيا في الأهمية. وإذ يحمل كيري تقدماً بنسبة 7 في المئة في الولاية الشرقية التي تقيم فيها عقيلته تيريزا هاينز كيري، يستفيد بوش من وجود جمهوري قوي في فلوريدا حيث تقدم في آخر استطلاع ل"غالوب" بنقطتين. وأوفدت الحملة الديموقراطية ومنظمات ليبيرالية مئات المحامين إلى فلوريدا للتأكد من نزاهة الانتخابات، التي ستبدأ هناك في 18 الشهر الجاري. ونجحت الحملتان في تسجيل 600 ألف مقترع جديد في الولاية التي كسبها الجمهوريون بفارق 537 صوتاً في الدورة السابقة. وتتعادل الأرقام في ولايات نيو هامبشير وآيوا ونيو مكسيكو ووست فيرجينيا التي سيحاول المرشحان في الأسابيع المتبقية استقطابها عبر تكثيف الإعلانات التلفزيونية والزيارات الميدانية لمتطوعين من الحملتين.