شن المرشحان الرئيسيان للانتخابات الأميركية أمس، حرباً كلامية وصف فيها المرشح الديموقراطي جون كيري الرئيس الحالي جورج بوش ب"المتعجرف"، فرد الاخير باعتبار منافسه "قليل الحياء ومنعدم الصفات القيادية"، في جو يعكس حدة المعركة قبل 12 يوماً من موعد انتهائها. وتحولت ساحات ولايات فلوريدا أمس، الى منابر انتخابية تصاعدت فيها الانتقادات في شأن الحرب على العراق والسياسات الاقتصادية والضربية، وتخللها توزيع لقاحات لداء الانفلونزا من الجبهة الديموقراطية، واستعراضات موسيقية لنجوم الروك بنوعية "المسيحي المحبب" لدى الجمهوريين و"الشعبي" المقرب من الديموقراطيين. واتهم جون كيري الرئيس الحالي ب"ادارة ظهره لمتطلبات الجيش الأميركي في العراق"، ووصفه ب"المتعجرف والمتعطش للسلطة". ودعا الى "ارسال معونة مادية للجنود". وتأتي تصريحات كيري بعد فتح وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون تحقيقاً في شأن رفض 19 جندياً في العراق الالتزام بالأوامر المعطاة لهم بالقيام بدورية عسكرية شمال بغداد. ونقلت شبكة "سي أن أن" الاخبارية اتصالات مباشرة من الجنود الى ذويهم شكوا فيها من غياب المعدات اللازمة لضمان أمنهم وسلامتهم، مما دعاهم الى رفض الخدمة. وردت الحملة الجمهورية على تصريحات كيري "المتقلب"، وذكرت برفض كيري السناتور عن ولاية ماساتشوستس التصويت على قرار الكونغرس تحويل مساعدات بقيمة 87 بليون دولار للجيش الأميركي السنة الماضية. ووصف بوش منافسه ب"الانتهازي وغير الكفوء لقيادة البلاد". ويستفيد بوش من قوته في مسائل الحرب على الارهاب والأمن القومي والشأن العراقي، ويتفوق على منافسه بأكثر من عشر نقاط في استطلاعات الرأي حول هذه المسائل. ويساعده الأمر في اجتذاب ولايات محسومة للديموقراطيين تاريخياً، مثل ولاية نيو جيرسي التي سجلت فارق 4 نقاط لمصلحة كيري على بوش، بحسب استطلاع "كوينيباك"، فيما وصل هذا الفارق الى عشرين نقطة في العام 2000. وفقدت نيو جيرسي المجاورة لنيويورك ضحايا في اعتداءات 11 أيلول. وسعت الحملة الديموقراطية الى التركيز على المسائل الاقتصادية وضمان الشيخوخة والرعاية الصحية التي ساعدت كيري في استقطاب أصوات المسنين والمتواجدين في أرياف الولايات الحاسمة في الوسط الغربي وفي جنوب البلاد. واشار استطلاع مركز زغبي الى تقدم كيري بنسبة 10 في المئة في أوساط الناخبين ما فوق ال65 عاماً. كما اشار استطلاع جامعة سنسيناتي في ولاية أوهايو الى تقدم كيري في الولاية الحاسمة بنسبة 48 الى 46 في المئة بعدما كان بوش متصدراً وبفارق 11 نقطة في أول أيلول سبتمبر الماضي. واذا نجح كيري في المحافظة على الولايات التي فاز بها آل غور عام 2000. وكسب أوهايو، يحسم السباق الى البيت الأبيض. أما اذا نجح بوش في ابقاء الحال كما كان عام 2000 بما في ذلك في أوهايو وفلوريدا، والنجاح في بنسلفانيا أو نيو جيرسي، فيضمن ولاية ثانية. وقامت حملة كيري-ادواردز أمس، بتوزيع لقاحات لداء الانفلونزا في منطقة بالم بيتش التي تعاني نقصاً واضحاً في الأدوية بعد ثلاثة أعاصير متتالية في الشهرين الماضيين. وانتقد كيري سياسة الادارة الصحية وقال: "لو أن شركة هاليبرتون تبيع لقاحات للانفلونزا، لتعدت أرقامها محصول الليمون في فلوريدا"، في اشارة الى تفضيل الادارة لمصالح الشركات الكبرى على الطبقة الوسطى. كما استطرد كيري بالذكر الصراع العربي - الاسرائيلي وتعهد أمام جمهور يهودي نافذ في فلوريدا حماية اسرائيل وضمان أمنها، واستذكر زيارته للدولة العبرية التي دعمها طوال 20 سنة من سجله التصويتي في مجلس الشيوخ، ووعد ب"محاسبة الدول العربية الداعمة للارهاب" وحيا "أمة اسرائيل والشعب الاسرائيلي". ويأتي خطاب كيري على رغم تلقيه الدعم من منظمات عربية أميركية بارزة وأكثر من 150 ناشط في الجالية، والتي عكفت عن دعمها للجمهوريين وأكدت في لقاء حضره كاميرون كيري شقيق المرشح الديموقراطي، وقوفها خلف الحملة الديموقراطية. وسيساعد وجود الجالية في ولايات فلوريدا وبنسلفانيا الحملة الديموقراطية، على رغم وجود المرشح اللبناني الأصل رالف نادر على اللوائح في فلوريدا واستقطابه 9 في المئة من الصوت العربي هناك.