دخلت افاق التسوية في اوكرانيا نفقاً مظلماً امس، مع فشل فرص التوصل الى اي تسوية بين مرشح السلطة الموالي للروس فيكتور يانوكوفيتش وانصار المعارضة الذين يصرون على اعادة الجولة الثانية من الانتخابات، مبدين ثقتهم بفوز مرشحهم الموالي للغرب فيكتور يوتشينكو. راجع ص10 واتهم الرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشما مرشح المعارضة ب"عدم اظهار حسن النية" في المفاوضات نتيجة مواصلة انصار الاخير حصارهم للمقار الرسمية، فيما اعتبر يانوكوفيتش الذي يتولى منصب رئيس الوزراء ان المعارضة تتعمد الاستفزاز ما يهدد بتحول الصراع الى "مواجهات دموية"، تنذر ب"انهيار الدولة". وجاء ذلك اثر رفض المعارضة تسوية اقترحها البرلمان تقضي بتثبيت الفوز المعلن ليانوكوفيتش في الانتخابات الرئاسية، في مقابل اسناد رئاسة الوزراء الى منافسه يوتشينكو مع توسيع صلاحيات الاخير. واتهمت اوساط السلطة المعارضين بالسعي الى استثمار الموقف الغربي المؤيد لهم ونتائج جلسة البرلمان التي "أجريت تحت ضغط التحرك الشعبي"، الى اقصى حد ممكن، خصوصاً بعدما بدأت تظهر ملامح بإمكان تحقيقهم نصراً كاملاً. وكان البرلمان اعترف ب"عدم ثقته باللجنة التي اشرفت على الانتخابات". وقال ل"الحياة" نيكولاي تومينكو عضو البرلمان ونائب زعيم المعارضة ان مظاهر الاحتجاج الواسعة التي اجتاحت اوكرانيا لن تتراجع حتى يصدر قرار واضح ب"طي صفحة التزوير الذي رافق عملية الانتخابات ومحاسبة المسؤولين عنه"، في اشارة الى يانوكوفيتش. واعتبر ان المعارضة قدمت خلال المفاوضات المكوكية التي أجريت بحضور وسطاء اوروبيين وروس "تنازلات مهمة" عبر الموافقة على إجراء جولة انتخابات جديدة بدلاً من الإصرار على إعلان فوز مرشحها يوتشينكو. قرار المحكمة العليا وفي انتظار ما ستخرج به المحكمة العليا اليوم، من قرار يرجح ان يعترف بتجاوزات تخللت الاقتراع الذي ادى الى فوز يانوكوفيتش، بدا سكان الشرق المؤيدون للاخير والناطقون بالروسية، غير مستعدين للتنازل، بل يفضلون اجراء استفتاء على انفصالهم عن اوكرانيا. ويصفون انصار الغرب بانهم "انقلابيون" يريدون فرض مطالبهم بالقوة. وقال يوتشينكو ان المسؤولين في المناطق الشرقية الذين يروجون "لاعلان الحكم الذاتي" يمثلون تهديداً لاوكرانيا. واضاف ان "هؤلاء الذين يثيرون فكرة الانفصال يتحملون مسؤولية جنائية بمقتضى الدستور". وفي غرب البلاد، دخلت مظاهر الاحتجاج خصوصاً في كييف يومها التاسع. واعرب المحتجون انصار يوتشينكو الذين تحدثت معهم "الحياة" عن استعدادهم ل"البقاء اياماً اخرى" في معسكرات الاحتجاج، على رغم الطقس البارد، مشيرين الى انهم "يحتاجون الى الديموقراطية اكثر من حاجتهم الى الطعام الساخن". وتحول مقر الحملة الانتخابية ليوتشينكو الى غرفة عمليات ضخمة يجرى فيها تسجيل لوائح المؤيدين وتوزيعهم في انحاء كييف ضمن مجموعات تتحرك تحت اشراف زعماء المعارضة. وقال مصدر اوكراني ل"الحياة" ان معسكر يوتشينكو استعان بخبراء لتنظيم تحرك انصاره تحسباً لوقوع استفزازات قد تسفر عن مواجهات دامية.