أعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس عن عدم ثقته بأن العالم أصبح أكثر أمناً بعد خلع نظام صدام حسين. وقال شيراك، في مقابلة مع تلفزيون"هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي عشية زيارة رسمية لبريطانيا، إن قلب النظام العراقي أدى إلى ردود فعل، منها تعبئة عدد من الدول وعدد من المسلمين، مما جعل العالم في وضع أكثر خطورة. ويشكل هذا الموقف رداً على التصريحات المتكررة للرئيس جورج بوش الذي يعتبر أن العالم أصبح أكثر أمناً بعد خلع نظام صدام حسين. وأشار شيراك إلى أن بريطانيا، وهي الحليف الأفضل لواشنطن في الحرب على العراق، لم تستفد الكثير من هذه العلاقة المميزة. وكان صرح سابقاً إلى الصحافة البريطانية ان بريطانيا دعمت الولاياتالمتحدة في العراق ولم تحصل على أي مقابل بالنسبة إلى الملف الفلسطيني - الإسرائيلي. ويجري شيراك في إطار زيارته الرسمية للندن لمناسبة الذكرى المئوية لاتفاق"التفاهم الودي"بين فرنساوبريطانيا، محادثات مع رئيس الحكومة توني بلير. وقال الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون إن شيراك وبلير سيتطرقان إلى مسائل دولية في طليعتها العراق وإيران، خصوصاً أن فرنساوبريطانيا والمانيا تعمل على تسوية مسألة اليورانيوم المخصب والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وساحل العاج والعلاقات مع الولاياتالمتحدة وكيفية تعزيزها ودفعها إلى أمام. ويرافق شيراك في زيارته ستة وزراء فرنسيين سيلتقون نظراءهم البريطانيين. إلى ذلك، أشار بونافون إلى أن فرنسا ستشارك في مؤتمر شرم الشيخ حول العراق، آملة بأن يكون هذا المؤتمر مفيداً للسلام. وأكد عزم فرنسا على المساهمة مع الأسرة الدولية في إعادة إعمار العراق، مشيراً إلى أن المفاوضات جارية في"نادي باريس"لتخفيف الدين العراقي، وان الفرنسيين مستعدون لمبادرة مهمة في هذا الإطار لكن بنسبة تتناسب مع الجهود المبذولة لخفض دين الدول الأكثر فقراً. ويذكر أن وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر كان زار باريس للمطالبة بإلغاء الدين المترتب على العراقلفرنسا، لكن شيراك أكد في حينه أنه لا يمكن تخفيض أكثر من 50 في المئة من هذا الدين.