عبر أئمة المساجد السنة في بغداد عن غضبهم ازاء الهجوم على الفلوجة، فيما أعلن ممثل آية الله علي السيستاني ان موقف المرجع الشيعي حيال الفلوجة هو "نفسه ازاء أحداث النجف" ويتلخص ب"الحل السلمي". وشارك الآلاف من السنة في بغداد في صلاة الجمعة الاخيرة من شهر رمضان للاعراب عن غضبهم تجاه الهجوم الاميركي العراقي على الفلوجة. وفي مسجد ام القرى، معقل "هيئة علماء المسلمين" وزعت منشورات تندد بالهجوم. وقال الشيخ محمد بشار الفيضي وسط صرخات التكبير "بإمكان الاميركيين السيطرة على الفلوجة لكن كونوا متأكدين ان نساء الفلوجة سينجبن الآلاف بل عشرات الآلاف من الابطال". وهدد بأن "كل العراق سيتحول في الايام القريبة الى فلوجة، اراد الاميركيون ذلك ام لا". واثر انتهاء الصلاة، تجمع مئات المصلين للتنديد بحكومة رئيس الوزراء اياد علاوي والاشادة بالفلوجة. وفي مسجد ابو حنيفة النعمان في الاعظمية، قال خطيب الجمعة الشيخ احمد حسن طه السامرائي: "ما يحزننا ان يأتي من ينطق بالشهادة ويقف في صف الاميركي واليهودي ويشارك في ذبح اخوته". وتساءل: "ماذا تقول لله يوم القيامة؟". وفي ختام الصلاة، تجمع الآلاف امام المسجد مطلقين هتافات ضد علاوي، فيما سدت القوات الاميركية والعراقية الطرق المجاورة. وفي مسجد عبدالقادر الكيلاني، اعتبر الشيخ محمود العيساوي ان "معركة الفلوجة موجهة ضد جميع المسلمين"، وقال ان "اندلاع الحرب في شهر رمضان يدل على مدى بغضهم للاسلام والمسلمين". من جهته، قال الشيخ احمد الصافي النجفي، ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في كربلاء، ان موقف المرجعية تجاه "الاحداث الدموية في بعض مناطق العراق" يقضي باتباع "الحل السلمي" وهو "ذات موقفها" ازاء "احداث النجف". واضاف النجفي امام آلاف المصلين في خطبة الجمعة في مقام الامام الحسين: "يتساءل البعض عن موقف المرجعية تجاه الاحداث الدموية في بعض مناطق العراق". وتابع ان "لقد اوضحت المرجعية ان موقفها هو ذات الموقف الذي اتخذته حيال احداث النجف، اي اتباع الحل السلمي على اساس سيادة النظام والقانون، ويتمثل ذلك باخلاء المدن من القوات الاجنبية والسلاح غير المرخص قانوناً" في اشارة الى المقاتلين الاجانب. وأكد النجفي ان "المرجعية تشجب أي أذى يلحق بالمدنيين ... فموقفها واضح لا لبس فيه. فهي لا تفرق بين منطقة واخرى لأن موقفها ذاته في النجف والموصل وبغداد والرمادي". وختم مؤكداً ان الحل لا يكون عبر "البيانات وانما بالمبادرات العملية التي تخفف من الأزمات". وكان امام مسجد ابن تيمية في بغداد الشيخ مهدي الصميدعي وجه الخميس انتقادات الى السيستاني بسبب صمته حيال الهجوم العسكري على الفلوجة. الى ذلك، نفى محمد بشار الفيضي، المتحدث باسم "هيئة علماء المسلمين" ما تردد عن دعوة 40 عالماً سنياً آية الله السيد علي السيستاني الى اصدار فتوى تقضي بتحريم مشاركة عناصر الحرس الوطني والشرطة العراقية من الطائفة الشيعية مع القوات الاميركية في قصف الفلوجة والمدن العراقية الاخرى. وأكد الفيضي ل"الحياة" انه "لم يجتمع علماء دين سنة ولم يطالب أي واحد منهم السيد السيستاني باصدار فتوى"، ولفت الى ان موقعاً مجهولاً على الانترنت نشر هذا الخبر الكاذب، مؤكداً ان جهات مدسوسة وممولة بما يخدم الاحتلال تحاول جر العراق الى حرب طائفية". وأوضح ان الهيئة تعارض وجود الاحتلال لكنها ترتبط بعلاقات وطنية مع الشيعة والمسيحيين والاكراد وقال: "العراقي على وعي تام بأهمية تجنب الحرب الطائفية والفتن التي يسعى الاحتلال الى ترسيخها".