هدد رجل دين متشدد من الطائفة السنية باصدار فتوى لاعلان"العصيان العام اذا استمرت"الضغوط على الفلوجة، فيما وافق رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي على وساطة يقوم بها المجلس الوطني الموقت مع اعيان الفلوجة في محاولة للتوصل الى حل سلمي للمدينة التي تواجه تهديداً باجتياحها. وقال الشيخ مهدي الصميدعي امام مئات المصلين في خطبة الجمعة في مسجد ابن تيمية في بغداد"وجهت هيئة علماء المسلمين ومجلس شورى اهل السنة والجماعة دعوة شاملة لعموم"ابناء الطائفة"في 26 رمضان 9 تشرين الثاني/ نوفمبر لتحديد موقفهم من الانتخابات ... والهجوم على الفلوجة والكيان". وأضاف ان الاجتماع سيعقد لأن"القوات الاميركية همشت اهل السنة وضربت كيانهم وسحقت شخصيتهم". وتابع:"نريد ان يقصى الأمر عن اهل الفلوجة فوراً. وان ارادت القوات الاميركية والحكومة العراقية امراً ما بالمدينة ... فسنصدر فتوى اعلان العصيان العام والنفير العام اذا استمرت الامور"على هذا المنوال. وغمز من قناة الطائفة الشيعية قائلاً:"حينما كان هناك هجوم على النجف وقفنا وقفة رجل واحد، فلماذا لا يقف اهل العراق مع أهل الفلوجة؟". وكان ناطق باسم مكتب علاوي أعلن ان"رئيس الوزراء وافق على ارسال وفد من المجلس الوطني الى الفلوجة للتفاوض مع اعيانها". واضاف:"ان هذه آخر فرصة لهم تجنباً لعملية عسكرية". وكان علاوي حض سكان الفلوجة الخميس على انتهاز ما وصفه بأنه"الفرصة الاخيرة"لحل سلمي لكنه لم يحدد مهلة. وطالبت الحكومة العراقية زعماء الفلوجة بتسليم الزرقاوي والسماح لقوات الامن العراقية باستعادة السيطرة على المدينة أو مواجهة عمل عسكري. وقال أحمد البراك عضو المجلس ان"رئيس الوزراء وافق على اقتراح بعض اعضاء المجلس محاولة التوصل الى حل سلمي". واضاف:"علاوي اكد ان لا اعتراض لديه وانها ستكون اخر محاولة"قبل عملية عسكرية محتملة ضد المدينة. واشار الى ان الموافقة على الوساطة تمت في آخر جلسة للمجلس الثلثاء الماضي، لكن تفاصيل مهمة الوفد يجب ان"تبحث بالتنسيق مع الحكومة". ونفت"هيئة علماء المسلمين"ان تكون أي جهة حكومية تحاورت معها في شأن موضوع الفلوجة. وقال الشيخ محمد بشار الفيضي الناطق باسم الهيئة ل"الحياة"ان الوفد الحكومي ربما تحاور مع الوفد المفاوض لكنه تجاهل الهيئة ورجال الدين في الفلوجة. وأكد أن اللجنة التي شكلها مؤتمر علماء العراق الذي عقد اخيراً في جامع ام القرى في بغداد تم تخويلها إعلان مقاطعة الانتخابات في الوقت الذي تراه مناسباً، مشيراً الى ان قرار المقاطعة موجهضد الاحتلال. ودعا خطيب الجمعة في جامع أم القرى في بغداد الناس الى تقديم المساعدة الى سكان الفلوجة وفتح الابواب لاستقبال العائلات النازحة والتبرع بمواد اغاثة ومساعدات غذائية ودوائية. وشدد على ان الفلوجة وقفت مع جميع العراقيين في المدن التي تم قصفها وهي اليوم بحاجة الى وقوف العراقيين بجانبها. من جهته، قال الناطق باسم"المارينز"فرنسيس بيكولي ان"الفرقة الاولى من قوات"المارينز"مستعدة للقيام بما تطلبه منها الحكومة العراقية الموقتة"مشيراً الى ان قواته تستعد لشن هجوم على مدينتي الفلوجة والرمادي. واضاف في تصريحات للصحافيين في قاعدة قريبة من الفلوجة"نعد العدة لشن عملية كبيرة". واضاف"إذا فعلنا ذلك فستكون عملية حاسمة وسنسحقهم"، وأكد ان الجنود على استعداد للاحتفاظ بمواقعهم او زيادة وتيرة"العمليات الأمنية"، في اشارة الى حملات دهم واقامة حواجز لاعتقال المشتبه فيهم. وأكد:"اننا نستعد لعملية كبيرة منذ نيسان ابريل الماضي"مضيفاً ان"الرمادي والفلوجة تستحوذان على الاهتمام الكبير للفرقة الأولى من قوات المارينز". وتابع بيكولي ان"المارينز"يريدون المساعدة في ضمان امن المدينتين تمهيداً للانتخابات العامة المقررة في كانون الثاني يناير المقبل. وختم قائلاً:"نحن على استعداد للبدء في اعادة اعمار الفلوجة".