رغم أن فيلمي "آلام المسيح" و "فهرنهايت 9/11" يعتبران من اكثر الأفلام سخونة وإثارة للجدل، فضلاً عما حظيا به من إقبال جماهيري كبير، إلا انهما استبعدا من الترشيحات لواحدة من أهم جوائز هوليوود. وقالت "رابطة المراسلين الأجانب" في هوليوود التي ستمنح في السادس عشر من كانون الثاني يناير جائزة "غولدن غلوب"، وهي مؤشر مهم للفائزين المحتملين بجوائز الأوسكار، انه تقرر منع فيلم "آلام المسيح" من المنافسة على جائزة افضل دراما، فيما حرم "فهرنهايت 9/11" من الترشيح لنيل أي جائزة بما في ذلك جائزة أفضل دراما. وعزت الرابطة سبب منع فيلم "فهرنهايت 9/11"، وهو من إخراج مايكل مور، ويتضمن شجباً قاسياً للرئيس جورج بوش ولحرب العراق، إلى انه فيلم وثائقي، و"الرابطة لا تمنح جوائزها لأفلام وثائقية". أما فيلم "آلام المسيح" الذي يتحدث عن وفاة المسيح باللغة الآرامية واللاتينية، فلم يدرج ضمن ترشيحات افضل دراما لأن هذه الفئة "مقصورة على الأفلام الناطقة بالإنكليزية". لكن الفيلم يمكنه المشاركة في المنافسة على جائزة افضل فيلم أجنبي، على رغم عدم وجود دولة تتحدث باللغتين اللاتينية والآرامية حالياً، كما يمكن لممثليه ولكاتب السيناريو والمخرج خوض غمار الترشيحات كل في فئته. وقال لوراي ماسترسون، رئيس لجنة المخرجين في رابطة المراسلين الأجانب في هوليوود إن قواعد الرابطة تحد من حركتها. وأضاف قائلا: "فيلم "آلام المسيح" ليس فيلماً ناطقاً باللغة الإنكليزية، ووفقاً لقواعدنا فسيتم ترشيحه باعتباره فيلماً أجنبياً على رغم انه انتج واخرج بواسطة أميركيين. كما إننا لا نملك تصنيفاً لأفلام وثائقية، لهذا فإن ليس بإمكاننا أن ندرج "فهرنهايت 9/11" ضمن الترشيحات. ومن المخجل أن يحدث هذا إلا انه ليس بإمكاننا أن نغير من القواعد في منتصف السباق". ومع بقاء باب المنافسة على جائزة الأوسكار في شباط فبراير المقبل مفتوحاً، فان الكثيرين في هوليوود يتساءلون عما إذا كان يمكن لفيلم غيبسون ومور أن ينافسا على الجوائز الكبرى. وأثار فيلم غيبسون عاصفة حتى قبل أن يعرض، وزعم بعض قادة اليهود انه معاد للسامية لأن الفيلم يشير إلى أن اليهود مسؤولون في شكل جماعي عن موت المسيح. ونفى غيبسون أن يكون هذا هو الغرض من الفيلم، وقال عقب تسلمه جائزة من رابطة للصحافيين الكاثوليك يوم الأحد: "في بعض الأحيان عندما تريد أن تعرض الحقيقة تتلقى الكثير من اللكمات. في ما يتعلق بالكثيرين كان رد الفعل اشد غضباً من ذلك الذي يمكن أن يحدثه الفيلم". وفاز فيلم مور الذي يشجب اعتماد الجمهوريين على الدعاية السياسية لتحريف سجل بوش، بأكبر جوائز مهرجان كان السينمائي في أيار مايو الماضي، كما أدرج ضمن ترشيحات افضل تصوير في مسابقة الأوسكار.