باشرت الخارجية الأميركية تحركاتها لتعزيز العلاقات الديبلوماسية في العالم، ليعلن كل من وزير الخارجية كولن باول ومساعده ريتشارد أرميتاج كل في جولة منفصلة، عزم إدارة الرئيس جورج بوش في ولايته الثانية إلى تبديد الخلافات وتوطيد العلاقات للنجاح في حربها في العراق وعلى الإرهاب. وأعلن باول في حديث الى صحيفة "فايننشال تايمز" أمس، أن الرئيس بوش "يرغب في علاقة قوية مع كل أصدقائه وحلفائه الأوروبيين". وقال لدى وصوله الى مكسيكو للمشاركة في قمة سنوية بين البلدين إن العلاقات السياسية مع الحلفاء الأوروبيين تشكل إحدى أولويات السياسة الخارجية للرئيس بوش "مهما كانت الخلافات القائمة بيننا في الماضي" مع حلفاء مثل فرنسا أو ألمانيا. وصرح باول بأنه سيزور أوروبا خلال الأسابيع القليلة المقبلة للاجتماع مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ويحاول القادة الأوروبيون خصوصاً الذين عارضوا الحرب على العراق، التعايش مع حقيقة أن عليهم التعامل مع الرئيس بوش لمدة أربع سنوات أخرى. وحض الاتحاد الأوروبي بوش على أن يحقق بداية جديدة لعلاقات التعاون عبر الأطلسي. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أعلن أن باريس لن تنسى خلافاتها مع واشنطن، وان أوروبا الأكثر قوة هي رد الفعل الطبيعي على السياسة الخارجية المتصلبة للولايات المتحدة. ولم يكشف باول ما إذا كان سيبقى في منصبه أو لا. وقال: "أنا سعيد جداً لكوني وزير الخارجية". وقال باول إن أفغانستانوالعراق في طليعة الأولويات في السياسة الخارجية الأميركية، إضافة الى السودان وليبيريا وساحل العاج وروسيا. ولم يشر بالمقابل الى إيران أو كوريا الشمالية اللتين صنفهما بوش في عداد دول "محور الشر". كما لم يشر باول الى أميركا اللاتينية بين الأولويات، مع انه يتوجه الى مكسيكو حيث سيلتقي نظيره المكسيكي لويس ارنستو دربس والرئيس المكسيكي فنست فوكس. العلاقات مع باكستان من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي ريتشارد ارميتاج للمسؤولين الباكستانيين تصميم الولاياتالمتحدة على تعزيز تعاونها مع باكستان، أحد حلفائها الرئيسيين في مكافحة الإرهاب الدولي. وقال ارميتاج في تصريح نقله بيان عن الخارجية الباكستانية، إن "الحكومة الأميركية لا تريد ضمان استمرار سياستها حيال باكستان فحسب، بل ستعمل على تعزيز العلاقات الأميركية - الباكستانية في المجالات الاقتصادية والتجارية". وأضاف ارميتاج وهو اول مسؤول أميركي كبير يزور باكستان منذ إعادة انتخاب الرئيس جورج بوش ان الولاياتالمتحدة ستسعى لزيادة "تعاملها مع باكستان". ووصل أرميتاج مساء الاثنين الى باكستان برفقة مساعدة وزير الخارجية لشؤون جنوب آسيا كريستينا روكا، والتقى وفداً باكستانياً برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية رياض خوخار. واوضح البيان ان الطرفين بحثا "مجمل مواضيع العلاقات الثنائية واستعرضا القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك". ومن المواضيع التي تضمنها جدول الأعمال التعاون في مجال الدفاع ومكافحة الإرهاب وأفغانستانوالعراق. وبحث الطرفان ايضاً التقدم الذي تحقق في إطار "الحوار الشامل" الذي بدأ هذه السنة بين باكستان والهند المجاورة، الدولتين المتنازعتين منذ اكثر من نصف قرن حول تقسيم ولاية كشمير. وأكد وزير الدولة الباكستاني للمسؤول الأميركي عزم بلاده على "تشجيع قيام علاقة وطيدة وواسعة النطاق وطويلة الامد مع الولاياتالمتحدة، تشمل التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة والدفاع". والتقى المسؤول الأميركي بعد ذلك وزير الخارجية الباكستاني خورشيد كاسوري، على أن يلتقي عصراً الرئيس برويز مشرف ورئيس الوزراء شوكت عزيز، على ما افاد الناطق باسم الخارجية الباكستانية مسعود خان. وأوضح خان في هذا الصدد إن فوز بوش بولاية ثانية بدد أي "مخاوف" في ما يتعلق باستمرار العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد.