سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجناح المتشدد في الادارة يحمله مع تينيت وارميتاج مسؤولية فشل "بناء تحالف واسع" للعراق . باول لن يرافق بوش الى "ولاية ثانية"... وخلافته بين رايس وولفوفيتز
جاء الاعلان امس عن نية وزير الخارجية الاميركي كولن باول ونائبه ريتشارد ارميتاج الاستقالة مع نهاية فترة الرئاسة الحالية للإدارة الجمهورية في كانون الثاني يناير 2005 بمثابة نتيجة طبيعية لإستمرار صعود اليمين الجمهوري والمحافظين الجدد، الذين نجحوا في تهميش دور التيار المعتدل داخل الادارة. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في عددها الصادر امس ان باول وارميتاج ابلغا البيت الابيض نيتهما التنحي عن منصبهما مع نهاية الدورة الرئاسية الحالية، بغض النظر عن نتائج الانتخابات، ما قد يضع حداً للإنقسامات داخل الادارة لمصلحة الجناح المتشدد الذي يقوده كل من نائب الرئيس ديك تشيني ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائبه بول ولفوفيتز. وعلى رغم تلميحات باول وارميتاج بأنهما ينويان مغادرة موقعهما داخل الادارة لأسباب شخصية، إلا ان المراقبين يجمعون على ان الرجلين تعرضا لحملة منظمة شنها المحافظون الجدد ضدهما وضد حليفهما جورج تينيت، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي بسبب سياساتهم التي تتناقض مع الخط المحافظ الرافض للحلول التوفيقية في إطار تنفيذ السياسة الخارجية. ويحمل المحافظون الجدد ومؤيدوهم في البيت الابيض ووزارة الدفاع كلاً من وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات مسؤولية الفشل في بناء تحالف يضمن غالبية في مجلس الامن لتمرير قرار ثان كان من الممكن ان يمنح الادارة شرعية لشن حرب لإطاحة النظام العراقي ويضمن تحمل الحلفاء جزءاً من عبء احتلال العراق وادارته. ويقول محافظون من امثال جيمس وولزي رئيس سي آي اي السابق وبيل كريستول رئيس تحرير مجلة "ويكلي ستاندارد" المحافظة ان باول "مسؤول عن فشل واشنطن في بناء تحالف واسع عشية الحرب، ما ترك اميركا شبه وحيدة في تحمل مسؤوليات ادارة العراق وعبء تمويل الاحتلال" الذي تبلغ كلفته بليون دولار كل اسبوع. ويأخذ وولزي على باول "عدم تمكنه من الحصول على دعم حليف تقليدي مثل تركيا"، وكذلك غياب خطط لإدارة العراق في مرحلة ما بعد اطاحة نظام صدام حسين. ويرى محللون ان الرئيس جورج بوش، في حال فوزه بدورة رئاسية ثانية، سيحسم الجدل بين المعسكرين المتنافسين داخل الادارة لمصلحة المحافظين. وتعتبر رايس، وبعدها ولفوفيتز، من ابرز المرشحين لمنصب وزير الخارجية، علماً بأن رايس تعتبر الأقرب الى الرئيس. وفي حال قبولها المنصب، يتوقع ان يحل ولفوفيتز مكانها على رأس مجلس الامن القومي، ما لم يعين مديراً للإستخبارات المركزية خلفاً لتينيت، الذي يحتمل ان يقدم استقالته من دون انتظار انتهاء الدورة الرئاسية الحالية بسبب الجدل الذي أثاره استخدام الرئيس معلومات غير اكيدة قدمتها "سي آي اي" ووردت في خطاب الى الشعب الاميركي عن تهديد اسلحة الدمار الشامل العراقية. وكان تينيت اعلن تحمله مسؤولية تلك المعلومات، على رغم انه لم يعلن استعداده للإستقالة. وفي حال استقال باول، يتوقع ان تشهد وزارة الخارجية سلسلة استقالات في المناصب العليا تمهيداً لقيام الوزير الجديد بتعيينات تتناسب وتوجهاته السياسية. يذكر ان تعيين رايس مبعوثة شخصية للرئيس الى الشرق الاوسط يعتبر بمثابة تحضير لها لتسلم وزارة الخارجية في الادارة المقبلة. واظهرت استطلاعات الرأي الاخيرة ان بوش لا يزال يتمتع بتأييد غالبية ترجح فوزه في الانتخابات القادمة، على رغم ان تلك الغالبية تقلصت خلال الشهرين الاخيرين من 66 في المئة الى مستوى 59 في المئة. وتشمل لائحة المرشحين لمنصب وزير الخارجية ايضاً عضو مجلس الشيوخ ريتشارد لوغار جمهوري من انديانا، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية ومن مؤيدي باول. ولا يستبعد محللون ان يلجأ بوش الى تعيين رئيس مجلس النواب السابق يوت غينغريتش الذي كان شن هجوماً قاسياً على باول بسبب ما اعتبره سياسات اضعفت موقف الرئيس في سياق الحرب في العراق.