سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفجيرات طابا : بحث عن بصمات "القاعدة" وتحقيق مع بدو في سيناء : 28 قتيلاً و 125 جريحاً و30 مفقوداً والإتصال مقطوع مع 100 اسرائيلي وقرار لمجلس الأمن بالإجماع يوسّع ملاحقة الإرهابيين
تركز الاتهام امس على تنظيم "القاعدة"، بعد التفجيرات التي ضربت ثلاث مناطق سياحية في سيناء يرتادها الاسرائيليون وأدت بحسب حصيلة موقتة الى سقوط 28 شخصا واكثر من 125 جريحا واعتبار ما يزيد عن ثلاثين في عداد المفقودين ، وان لم يكن ممكناً التأكد من صحة بيانات اعلان المسؤولية التي نشرتها تنظيمات اسلامية عدة على شبكة الانترنت. وفي حين قال مسؤول اسرائيلي ان منفذي الاعتداءات "جاؤوا من سيناء"، علم في القاهرة أن عدداً من "بدو سيناء" أوقفوا واخضعوا للتحقيق بعد معلومات عن إمكان تورطهم في بيع متفجرات إلى المنفذين. وسرعت هذه التفجيرات صدور قرار جديد عن مجلس الامن بالاجماع حول الارهاب قدمته روسيا، يوسع ملاحقة الارهابيين بما يتعدى شبكة "القاعدة". راجع ص 4 و 5 و 10 و 11 واعتبرت مصادر مصرية مطلعة ان الاعتداءات سعت الى تحقيق اكثر من هدف في وقت واحد، فالتفجيرات الثلاثة التي وقعت داخل فندق طابا على الحدود مع اسرائيل ومنتجعين سياحيين آخرين على خليج العقبة لم تستهدف فقط اصابة وقتل أكبر عدد من السياح الإسرائيليين بل ايضا الحاق اضرار سياسية وأمنية واقتصادية بمصر التي وقعت العمليات على أرضها وإسرائيل التي تم استهداف مواطنيها والولايات المتحدة التي لا يخفي الخطاب الإعلامي للحركات الأصولية المتهم الأول أنها تستهدف سياساتها في المنطقة. وأظهر مسح ان في منطقة طابا نحو 36 مشروعاً سياحياً قيد الانشاء يشترك في تمويلها رجال أعمال مصريون وعرب ستتضرر حكماً من التفجيرات. ويُقدر حجم الاستثمارات السياحية في المنطقة بنحو ستة بلايين جنيه. وتأثرت مختلف المنشآت السياحية في سيناء من الحادث الذي وصلت ذيوله الى منطقة شرم الشيخ التي شهدت الغاء حجوزات لافواج سياحية ولمؤتمرات. وسارعت القيادة المصرية فور وقوع التفجيرات التي وصفتها القاهرة بانها اعمال ارهابية والتي لقيت ادانة عربية وعالمية واسعة، إلى تشكيل خلايا سياسية وأمنية على مستوى عال من الخبرة للتعاطي مع التبعات التي يمكن أن تفضي إليها وتفادي إعطاء الجهة الفاعلة "مكافأة" بتحقيق الأهداف التي سعت إليها. فعلى المستوى السياسي لوحظ أن الاتصال الذي جرى بين الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون عكس حرصاً من الجانبين على تلافي تدهور في العلاقات بين البلدين وهو كان أحد أهم الأهداف وراء التفجيرات. وأظهرت تصريحات وزيري الخارجية والداخلية المصريين أحمد أبو الغيط وحبيب العادلي حرصاً على تسهيل عمليات الإنقاذ والسماح لأجهزة إسرائيلية بإغاثة وإسعاف المصابين ونقل القتلى، في رسالة واضحة لطمأنة الجانب الإسرائيلي على التعاون للكشف عمّن يقف وراء العملية، اضافة الى الحرص على دعم عملية السلام وعدم الانزلاق وراء رغبات البعض في توجيه اتهام الى حركة "حماس". ورغم الاستياء الرسمي والشعبي في مصر من التفجيرات، لم يظهر إي مؤشر الى "تراجع الدور المصري في عملية السلام مستقبلا". وعلى الصعيد الأمني تأكد الحرص على الكشف على هويات الفاعلين من خلال ما توافر لديها من أدلة حتى أمس وبينها البصمات التي تم رفعها من سيارة متفحمة وجدت أمام فندق هيلتون وبقايا الجثث التي تم انتشالها للحصول على الحامض النووي للتعرف على جنسيات المنفذين للإمساك بأول خيط يقود الى كشف ملابسات العملية. وكشفت مصادر مطلعة أن عدداً من "بدو سيناء" أوقفوا واخضعوا للتحقيق بعد معلومات عن إمكان تورط بعضهم في بيع متفجرات إلى المنفذين الذين ربما يكون بينهم مصريون ذهبوا الى المنطقة بالطريق البري، أو عرب وأجانب قد يكونون وصلوا الى المنطقة عبر الخليج من الاردن أو إسرائيل وتسلموا السيارات التي استخدمت في التفجيرات من زملاء لهم سبقوهم الى هناك. ولم تستبعد المصادر إمكان مشاركة عناصر فلسطينية في العملية أو قيام تنظيم "القاعدة" بالتنفيذ، وهناك من رأى أمكان أن تكون احدى الخلايا الكامنة التي زرعها تنظيم "القاعدة" خلال السنوات الماضية سواء داخل مصر أو في دولة حدودية أو قريبة تم ايقاظها لتنفيذ العملية. ولم يستبعد خبراء في الارهاب أن يكون من بين تلك العناصر مصريون. وجعل اتهام "القاعدة" بالضلوع في العمليات التحقيقات تذهب الى استكشاف خيوط قد تكون مرتبطة بعناصر ذات صلة بالرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري خصوصاً أن شريطه الاخير ركز على الهجوم على اسرائيل والعلاقات المصرية - الاسرائيلية، وابدت جهات أميركية بالعمليات وعلمت "الحياة" أن السفارة الاميركية في القاهرة ظلت على اتصال بجهات من الطرفين للوقوف على طبيعة ما حدث أو المساعدة في كشف الملابسات. وقال الجنرال يائير نافيه المكلف شؤون الدفاع المدني في هيئة الاركان الاسرائيلية في مؤتمر صحافي عند مركز طابا الحدودي مع مصر "من الواضح لدينا ان منفذي الاعتداءات جاؤوا من سيناء، مشيراً من جهة ثانية الى فقد الاتصال "مع نحو مائة اسرائيلي" كانوا يقومون برحلة في سيناء. ووصف رئيس الاركان الاسرائيي شاوول موفاز خلال اجتماع للحكومة الاسرائيلية في تل ابيب التفجيرات بانها "حدث ارهابي ضخم"، مؤكدا ان "هوية منفذيه لم تعرف بعد". قرار دولي جديد عن الارهاب وفي نيويورك، تبنى مجلس الامن الدولي بالاجماع قراراً يوسع ملاحقة الارهابيين بما يتعدى شبكة "القاعدة". ونجحت المفاوضات بين روسيا، صاحبة فكرة القرار، وبين الدول الاسلامية الاعضاء في المجلس، وبينها الجزائر وباكستان، في تجنب اصدار تعريف جديد للارهاب يطال حركات المقاومة للاحتلال، لكن السفير الاميركي جون دانفورث اضاف على التعريف الوارد في القرار 1566 للارهاب تعريفاً اضافياً من وجهة النظر الاميركية، اذ أصر على انه "لا حق تقرير المصير" ولا "التحرير الوطني" يبرران اي اعمال ضد المدنيين لانها كلها ارهاب بغض النظر عن "جذور القضايا". واعتبر دانفورث ان اهم فقرة في القرار هي الثالثة التي ترفض اي ظرف لتبرير العمليات. اما السفير الاسرائيلي دان غيلرمان فاعتبر القرار "غير كاف" ودعا الى الخطوة التالية التي في رأيه "يجب ان تكون تسمية الدول المساندة للارهاب وتعييبها"، وخص بالذكر سورية. وحضر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الجلسة العلنية لاصدار القرار التي صادف موعدها بعد يوم من اعتداءات طابا الارهابية. وكان ادلى ببيان عبر الناطق باسم "دان بأقوى التعابير" الاعتداءات في طابا وشدد على ان "لا قضية على الاطلاق يمكن ان تبرر اعمال الارهاب ضد المدنيين". وادلى رئيس المجلس للشهر الحالي سفير بريطانيا امير جونز بيري ببيان رئاسي نيابة عن المجلس، دان الاعمال الارهابية في اليومين الماضيين بما فيها العمليات في طابا وباكستان وقتل الرهينة البريطاني في العراق. وقال مندوب فلسطين الدكتور ناصر القدوة، رداً على سؤال حول اتهام تنظيم "القاعدة"، موجها كلامه الى اسامة بن لادن: "ارفع يديك عن قضية فلسطين". وتبنى مجلس الامن القرار 1566 بموجب الفصل السابع من الميثاق وقرر انشاء "فريق عمل" مشكل من اعضاء المجلس "للنظر في وضع توصيات وتقديمها الى المجلس في ما يتعلق بالتدابير العملية التي ستفرض على الافراد والجماعات والكيانات المتورطين في الانشطة الارهابية او المرتبطين بها".