أكدت اجهزة الامن المصرية أمس وجود صلة بين اعتداءات شرم الشيخ وتفجيرات طابا التي وقعت في تشرين الاول - اكتوبر الماضي. وقال مصدر امني ان «خبراء المعمل الجنائي اكدوا ان المتفجرات المستخدمة في هجمات شرم الشيخ من نفس النوع الذي استخدم في تفجيرات طابا» التي اوقعت 34 قتيلا. واضاف «ان منفذي هجمات شرم الشيخ على صلة على الارجح بمرتكبي اعتداءات طابا». وأوضح ان «كل المؤشرات تدل على ان الاستراتيجية التي اتبعت في شرم الشيخ هي نفسها المستخدمة في طابا سواء في ما يتعلق بتوقيت الانفجارات او الاماكن التي تم اختيارها لتنفيذ العمليات». وأكدت مصادر أمنية أمس ان السلطات المصرية تلقت تحذيرا من احتمال تنفيذ هجمات في شرم الشيخ قبل اربعة ايام من التفجيرات التي اوقعت 67 قتيلا. وقال مصدر امني لفرانس برس «بعد اعتداءات لندن، تلقت اجهزة الامن المصرية معلومات تفيد باحتمال تنفيذ هجمات في شرم الشيخ». وأضاف ان التحذير الذي لم يكشف عن مصدره وصل «قبل اربعة ايام من التفجيرات التي ضربت المدينة» السياحية على البحر الاحمر. وتابع ان «قوات الشرطة وضعت في حالة تأهب وتم تعزيز الامن في المدينة حيث تم تكثيف انتشار الشرطة والمراقبة». واستخدم حوالي 600 كلغ من المتفجرات التي لم يتم الافصاح عن نوعها في هجمات شرم الشيخ الانتحارية. وفي الحالتين وقعت تفجيرات متتالية بفوارق زمنية لا تزيد عن دقائق بعد منتصف الليل ضد منشآت سياحية. ونفذت الهجمات في مناسبتين وطنيتين، فتفجيرات طابا وقعت في السابع من تشرين الاول غداة ذكرى حرب اكتوبر العربية - الاسرائيلية (1973)، اما هجمات شرم الشيخ فوقعت في ذكرى ثورة 23 يوليو التي اطاحت الملكية في مصر عام 1952. من جهة أخرى نقلت صحيفة الاهرام عن مسؤول امني ان الباكستانيين الستة الذين كان يشتبه في صلتهم باعتداءات شرم الشيخ هم في واقع الامر مهاجرون غير شرعيين عبروا الحدود المصرية إلى (إسرائيل) عبر دروب صحراوية في سيناء. وكانت اجهزة الامن المصرية نفت أمس أي صلة لباكستانيين بهجمات شرم الشيخ وباتت تميل الآن إلى مسؤولية مجموعة مجهولة تضم مواطنين مصريين اسلاميين يقيمون في سيناء. وذكرت صحيفة الاهرام امس الاربعاء ان الشرطة تواصل تمشيط المناطق الجبلية في سيناء بحثا عن اشخاص متورطين في الاعتداءات كما تواصل تحقيقاتها في محاولة لتحديد هوية منفذيها. وأكدت مصادر أمنية يوم الثلاثاء ان سلطات التحقيق تشتبه في ان يكون اسلامي من العريش يدعي يوسف محمد بدران احد منفذي هجمات شرم الشيخ التي اوقعت 67 قتيلا حسب اخر حصيلة رسمية مصرية. وقالت المصادر ان يوسف بدران المختفي منذ شهور والمعروف بصلاته بعناصر اسلامية يحتمل ان يكون منفذ الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة على فندق غزالة جاردنز في شرم الشيخ. واضافت المصادر الامنية انه تم اخذ عينات من دم افراد في اسرة يوسف بدران لاجراء تحليل حمض نووي لها ومضاهاتها بالحمض النووي لأشلاء عثر عليها في فندق غزالة جاردنز، موضحة أن نتائج هذه التحليلات لم تظهر بعد. لكن هذه المصادر عادت أمس الاربعاء وصححت هذه المعلومات مؤكدة ان المشتبه به ليس يوسف بدران وانما شقيقه موسى بدران الذي اختفى منذ اعتداءات طابا. وفي العريش (شمالي سيناء) قالت مريم حماد سالم السواركة زوجة والد يوسف بدران الثلاثاء لاحد مراسلي وكالة فرانس برس انه «سبق اعتقاله بعد اعتداءات طابا ثم افرج عنه» ورفضت تقديم اي معلومات اضافية عنه مكتفية بالقول انها «لا تعلم عنه شيئا لانه متزوج ويقيم بقرية المتني على بعد 10 كم جنوبالعريش». وكان وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي اشار السبت الماضي إلى احتمال وجود صلة بين مرتكبي اعتداءات طابا في السابع من تشرين الأول/اكتوبر الماضي وبين منفذي تفجيرات شرم الشيخ. وأعلنت ثلاثة تنظيمات مسؤوليتها عن اعتداءات شرم الشيخ. فبعد القاعدة، اعلنت مجموعة مجهولة تطلق على نفسها «مجاهدو مصر» مسؤوليتها عن الهجمات. والثلاثاء أعلنت مجموعة اسلامية ثالثة مجهولة كذلك تطلق على نفسها «جماعة التوحيد والجهاد المصرية» مسؤوليتها عن الاعتداءات.