بدأت قوات الامن المصرية حملة مطاردة بعد ساعات من تنفيذ تفجيرات شرم الشيخ التي اسفرت ليل الجمعة الى السبت عن مقتل عشرات الاشخاص على الاقل معظمهم من المصريين. وشنت قوات الامن بعد التفجيرات وبينها عمليتان انتحاريتان بسيارتين مفخختين عملية مطاردة تم خلالها اعتقال العشرات في سيناء، شمال شرق البلاد. وقالت مصادر امنية ان بين المعتقلين اشخاصا تم الافراج عنهم قبل فترة قصيرة بعد اعتقالهم في اطار التحقيق في تفجيرات طابا التي اوقعت 34 قتيلا في 7 تشرين الاول/اكتوبر 2004. واكد الرئيس مبارك اثر الاعتداءات السبت ان «هذا العمل الاجرامي الجبان استهدف زعزعة أمن مصر واستقرارها ولن يزيدنا ذلك الا تصميما على ملاحقة الارهاب ومحاصرته واقتلاع جذوره». واضاف «سوف تستمر معركتنا ضد الارهاب بكل ما لدينا من قوة وعزم ولن نخضع لابتزاز». واستهدفت التفجيرات فندقا وموقفا للسيارات وسوقا في المدينة القديمة وتبنتها في بيان مجموعة «تنظيم القاعدة في بلاد الشام وارض الكنانة-كتائب الشهيد عبدالله عزام». ومصر التي يستهدفها الاسلاميون بسبب تحالفها مع واشنطن، تعرضت لانتقادات اسرائيل التي تتهمها بعدم التعامل بحزم مع المتطرفين بعد اعتداءات طابا. وفي هذا الوقت يواصل الاطباء الشرعيون العمل للتعرف على هويات الضحايا. وقالت مصادر طبية ان بعض الجثث متفحمة ويصعب التعرف عليها مشيرة الى احتمال ارتفاع حصيلة الضحايا حيث ان بعض الجرحى حالتهم حرجة. وقالت ممرضة في مستشفى شرم الشيخ الدولي «لم ار في حياتي مثل هذا العدد من الاشخاص الذين فتحت بطونهم ومثل هذه الاصابات الخطيرة. لا نعرف من نسعف قبل من». وفي حين تؤكد السلطات المصرية ان الاف السياح يواصلون التوافد الى شرم الشيخ، قرر المئات منهم اختصار اجازتهم والعودة الى بلادهم. وفي الليل، كان العديد من السياح خصوصا من دول الخليج ومن اوروبا وروسيا يسعون لركوب الباصات المغادرة من المدينة. ودعا رئيس مكتب مكافحة الارهاب في اسرائيل داني ارديتي مجددا امس السياح الاسرائيليين عدم التوجه الى شبه جزيرة سيناء. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان حوالي سبعة الاف اسرائيلي موجودون حاليا في شبه جزيرة سيناء وسجل القليل جدا من الغاء الحجوزات لدى وكالات السفر الى هذه الوجهة. وتعتبر شرم الشيخ مقصدا سياحيا رئيسيا في مصر واستقبلت بصورة منتظمة مؤتمرات وقمما دولية ولا سيما حول السلام في الشرق الاوسط. ويملك مبارك منزلا في المدينة التي يقيم فيها قسما من السنة حيث يستقبل ضيوفه. وشجبت الاسرة الدولية الاعتداءات التي دانها البيت الابيض «باشد العبارات قسوة». وعبر الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان عن «حزنه وغضبه» في حين دعت روسيا الى الوحدة في مواجهة «الارهاب الدولي».