قدّر رئيس مجلس إدارة"بنك طيب"عبدالعزيز الراشد حجم الثروات الخليجية الخاصة في منطقة الخليج بنحو 200 بليون دولار، وقال ان مصرفه يدير استثمارات خاصة بمقدار بليون دولار ل600 من زبائنه في المنطقة. وأكد ان ارتفاع أسعار النفط سيعمل على تنامي هذه الثروات، مؤكداً ان هجمات الإرهابيين في المنطقة لم تؤد الى هروب هذه الأموال الخاصة من المنطقة. وأضاف الراشد، وهو أحد كبار رجال الأعمال السعوديين، في حديث الى"الحياة"لمناسبة احتفال المصرف باليوبيل الفضي على تأسيسه، ان"بنك طيب"يخطط لإدارة مبالغ من الثروات الخاصة تصل إلى أربعة بلايين دولار في السنوات الثلاث المقبلة، بعدما رجّح أن يكون إجمالي حجم الثروات المالية في المنطقة ارتفع الى 400 بليون دولار، بينها أكثر من 200 بليون دولار"ثروات خليجية خاصة". وأشار إلى ان مصرفه يدير أموالاً استثمارية ل600 عميل في مجالات استثمارية مختلفة بينها العقارات والأسهم والصناديق الاستثمارية التقليدية والإسلامية، عملاً بسياسة توزيع المخاطر. وتحوّل المصرف أخيراً إلى"الخدمات المصرفية الخاصة"، ليصبح أول بنك إقليمي تقتصر عملياته على إدارة استثمارات الأثرياء في المنطقة وتقديم منتجات واستشارات مالية لإدارة الثروات العالية للأفراد وكبريات الشركات الخاصة والحكومية وشركات التأمين، وتغطي نشاطاته دول الخليج والولاياتالمتحدة وبريطانيا والهند وتركيا. ويتكون المصرف حالياً من مجموعة بارزة من رجال الأعمال السعوديين والبحرينيين والعمانيين، وتستحوذ"مجموعة راشد الراشد"السعودية على نحو 33 في المئة من أسهم البنك. وذكر الراشد ان الارتفاع المضطرد لأسعار النفط سينعكس ايجاباً على"تنامي حجم الثروات الخاصة"، وهو ما يستدعي حسب قوله طلباً أكبر على عمليات الاستثمار "تتطلب خدمات مصرفية خاصة بالأثرياء", واعتبر تحوّل المصرف لإدارة هذه الثروات بأنه تلبية لحاجات الأسر الخليجية الثرية، التي"أصبحت تفضل اليوم إدارة أموالها من قبل خبراء، حفاظاً على ثرواتها، وسعياً وراء الامتداد الاستثماري إلى الأبناء"، لافتاً إلى وجود طلب متزايد على الاستشارات الخاصة بالتخطيط لكيفية انتقال الثروة. وقال الراشد ان هجمات الإرهابيين في السعودية لم تؤد الى هروب رؤوس الأموال إلى الخارج، ولم تؤثر في نمو الاقتصاد السعودي، لافتاً الى ان الفترة التي أعقبت هجمات 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة شهدت تراجعاً في هجرة هذه الأموال، بحثاً عن فرص استثمارية محلية آمنة. من جانب آخر، أيّد الراشد تحول الشركات العائلية الخليجية إلى مساهمة عامة، في شكل علمي و مدروس، وقال ان"البداية يجب أن تكون بفصل الإدارة عن الملكية، وإصدار قوانين تساعد على هذا التحول بسلاسة"، موضحاً ان هذه الشركات تدار اليوم بواسطة"الجيل الثاني من الآباء"، وداعياً إلى ترتيب أوضاعها تعزيزاً للنمو الاقتصادي. من جانبه قال ل"الحياة"نائب رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي للبنك إقبال ممداني ان"بنك طيب اتخذ إجراءات وخطوات عدة لتعزيز مركزه المالي، كبنك متخصص في إدارة الثروات الخاصة"، مستشهداً في هذا الصدد بزيادة رأس المال المدفوع أخيراً من 125 مليون إلى 200 مليون دولار. وأضاف ان المستثمرين أصبحوا يفضلون في شكل متزايد الاستثمار في مكان قريب منهم في المنطقة"وهو ما دفعنا للتخصص في إدارة الثروات"، مضيفاً ان"التحدي يكمن في تقديم خدمات واستشارات استثمارية واسعة، في سوق إقليمية تبدو محدودة". وزاد ممداني أن المصرف يسعى إلى تحقيق أرباح أفضل هذه السنة بعدما سجل أرباحاً صافية مقدارها 2.1 مليون دولار العام الماضي، كما يتطلع إلى"الدخول في تحالف استراتيجي مع البنوك التجارية في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي بغرض تقديم خدمة المعاملات المباشرة للمستثمرين عن طريق محطة بنك طيب على الإنترنت". وأوضح ان هذا النوع من التحالف يساعد في تسويق المنتجات الأخرى ل"بنك طيب"، كصناديق الاستثمار الإسلامية، وطرحها على المستثمرين في المنطقة.