سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"العدوان الأخير على غزة جزء من خطة الفصل الاحادي" وبيريز يخشى تعرض شارون للاغتيال . اسرائيل تعيش هاجس تمرد جماعي في جيشها تغذيه فتاوى الحاخامين بتحريم اجلاء المستوطنين
يعكس"النداء الدراماتيكي"الذي كان من المقرر ان يطلقه رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال موشيه يعالون مساء امس الى قادة الاحزاب والحركات السياسية والحاخامات بعدم اقحام الجيش في الجدل الدائر حول خطة الانسحاب من غزة، هاجساً حقيقياً في اسرائيل حيال تمرد جماعي محتمل في صفوف الجنود المتدينين الذين لن يترددوا في اطاعة فتاوى الحاخامين بعدم اجلاء مستوطنين بالقوة. ودعا يعالون الى عدم جرّ الجيش الى النقاش المحتدم حول خطة الانسحاب، وندد بظاهرة رفض الخدمة العسكرية بغض النظر عن مصدرها، معتبراً اقحام الجيش في مسألة سياسية مثار خلاف متعارضاً والمبادئ المتبعة في نظام ديموقراطي، خصوصاً ان الجيش يتمتع بمكانة مميزة في اوساط الاسرائيليين تحتم الاحتراس من زعزعتها. ونقلت مصادر صحافية عن ضباط كبار قلقهم من احتمال تجاوب جنود مع دعوات رفض تنفيذ اوامر بإخلاء مستوطنات"ما يشكل خطراً حقيقياً وملموساً على وجود الجيش". على صلة اعلن اثنان من كبار الحاخامات في"المعسكر الديني القومي"أمس تأييدهما الفتوى التي اصدرها كبير الحاخامات سابقاً ابراهام شبيرا وستون حاخاماً آخر بتحريم اجلاء مستوطنين. ولفتت وسائل الاعلام العبرية الى حقيقة ان الحاخامين زفي طاو وشلومو ايفنر يتمتعان بثقل كبير في اوساط"المتدينين القوميين". وكتب المعلق العسكري في"هآرتس"عامون هارئيل ان ثمة مخاوف جدية لدى قيادة الجيش الاسرائيلي من تمرد واسع يشمل آلاف الجنود الذين يعتمرون الطاقية الدينية ما قد يضع الجيش امام اعنف ازمة داخلية منذ احتلال الاراضي الفلسطينية. الى ذلك، ابدى عدد من المسؤولين الاسرائيليين خشية من ان تشهد الدولة العبرية من جديد عملية اغتيال لرئيس حكومة ينفذها متطرف يهودي. ونقلت صحيفة"معاريف"عن زعيم حزب"العمل"المعارض شمعون بيريز ان التحريض المتزايد على العنف في اسرائيل فظيع وان الأجواء السائدة الآن تذكره بتلك التي سبقت اغتيال رئيس الحكومة السابق اسحق رابين قبل تسعة أعوام بالضبط. واضاف انه يخشى ان يحاول احد تنفيذ اعتداء على رئيس الحكومة ارييل شارون، معرباً عن أمله بأن تكون اجهزة الأمن الاسرائيلية استوعبت الدرس من اغتيال رابين لتعمل على ضمان أمن شارون. في سياق متصل، أفادت الاذاعة العبرية ان الحراسة على رئيس الحكومة بلغت مستوى غير مسبوق وان اجراءات أمنية مشددة للغاية سيشهدها مبنى الكنيست، الاسبوع المقبل لدى مناقشة خطة الانسحاب تحسباً لمحاولات اغتيال. اضافت ان العاملين في المبنى سيخضعون ايضاً للتفتيش، فيما حدد عدد الزوار ب300، أي عشر عدد الزائرين للكنيست يومياً. وتنظر الحكومة الاسرائيلية، الأحد المقبل في مشروع قانون تعويض المستوطنين المزمع اجلاؤهم على ان تناقش الكنيست في اليوم التالية خطة الفصل لتصوت عليها يوم الثلثاء المقبل. واشارت صحيفة"هآرتس"الى ان التصويت سيقتصر على اقرار قرار الحكومة بتاريخ 6 حزيران يونيو الماضي من دون تحديد مواعيد أو آلية لتنفيذ الانسحاب. واضافت ان الحكومة قررت في حينه"التصديق على خطة الفصل المعدلة من دون ان يعني هذا التصديق اخلاء مستوطنات"على ان تقرر الحكومة في المستقبل مسألة الاخلاء أو عدمه والمستوطنات المرشحة للاخلاء ووتيرة الانسحاب طبقاً للظروف الناشئة. وأوضح رئيس مجلس الأمن القومي الميجر جنرال غيورا ايلاند المكلف صوغ التفاصيل المتعلقة بالانسحاب ان الحكومة لم تقر بعد الجدول الزمني للانسحاب، مرجحاً ان يسمح للمستوطنين بالمغادرة طوعاً حتى تموز يوليو المقبل على ان تستغرق عملية"الاخلاء القسري المعقدة والمطولة"8 - 12 اسبوعاً وتنتهي في ايلول سبتمبر من العام المقبل. ووفقاً للتوقعات، فإن الكنيست ستقر بغالبية الأصوات خطة الفصل بعدما أعلن حزبا"العمل"و"ياحد"المحسوبان على الوسط واليسار دعمهما المطلق 27 نائباً. ولم يعرف بعد كيف سيصوت نواب الحركتين الدينيتين المتزمتتين"شاس"و"يهدوت هتوراة"16 نائباً، فيما واصل شارون اجتماعاته بعدد من أركان حزبه"ليكود"المترددين في موقفهم من الخطة، وسط تسريبات من محيطه بأنه سيقدم على إقالة وزراء ونواب وزراء من مناصبهم في حال صوتوا ضد الخطة. ويبدو أن فكرة اجراء استفتاء عام حول الخطة ازيلت، في الوقت الراهن على الأقل، من جدول الأعمال بعدما أخفق"المتمردون"في"ليكود"في اقناع سائر زملائهم بها وقبلوا بتشكيل لجنة خاصة لدرس التداعيات المحتملة للاستفتاء، لكن مسؤولين كباراً في"ليكود"ومن طرفي المتراس أعربوا عن خشيتهم من أن الانقسام في الحزب آت لا محالة. في غضون ذلك، كشف المعلق العسكري في"هآرتس"عاموس هائيل أن ثمة غاية أخرى حملها العدوان الأخير على قطاع غزة المسمى"أيام الندم"فضلاً عن ملاحقة مطلقي قذائف"القسام"، وهي تحديد قواعد جديدة للعبة استعداداً للانسحاب من غزة لضمان عدم تنفيذ الانسحاب تحت النيران الفلسطينية، أبرزها استخدام سلاح الجو الإسرائيلي بشكل مكثف ليوفر غطاء جوياً للقوات البرية ويمدها بمعلومات استخبارية مهمة، مضيفاً أن المروحيات العسكرية الإسرائيلية والطائرات من دون طيار كانت وراء عدم سقوط أي جندي إسرائيلي ابان العدوان. وأضاف المعلق ان المروحيات العسكرية حلقت في سماء غزة طيلة أيام العمليات العسكرية، وأنه تم استدعاء طيارين في الاحتياط للقيام بالمهمة. ونقل عن مسؤول في سلاح الجو توقعه بأن تحلق الطائرات الإسرائيلية فوق الحدود مع غزة بعد الانسحاب أيضاً على مدار الساعة. وختم أن التقنيات التي طورت أخيراً بالتعاون بين سلاح الجو والقوات البرية، ستستخدم في حال اندلعت مواجهات على الحدود اللبنانية"حيث ينشر حزب الله منظومة صواريخ تشكل تهديداً أكبر بكثير من تهديدات حركة المقاومة الإسلامية حماس".