يستمر التجاذب في اسرائيل بين رئيس حكومتها ارييل شارون وقادة المستوطنين واليمين المتطرفين الذين يعارضون خطته للانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية واخلاء المستوطنات فيهما خطة الفصل، وسط تقديرات معلقين في الشؤون الحزبية بأن الضغوط المتزايدة على شارون لاجراء استفتاء عام في شأن الخطة قد"تفعل فعلها"وتضطره الى القبول بالفكرة إذا أراد ان يبقى على كرسيه حتى نهاية ولاية حكومته أواخر العام 2006. واجتمع شارون امس بقادة المستوطنين ليبلغهم اصراره على تنفيذ"خطة الفصل"وفقاً للجدول الزمني المقرر وليحضهم على عدم اقحام الجيش في الجدل الدائر أو دعوة الجنود الى التمرد والعصيان على الأوامر بإجلاء المستوطنين. من جهتهم، ذكر قادة المستوطنين شارون بماضيه بالأمس القريب حين كان الأب الروحي للاستيطان ودعاهم الى احتلال كل تلة وبقعة في الأراضي المحتلة وعدم القبول بأي اغراء مادي في مقابل اخلاء منازلهم. وسبق الاجتماع لقاء بين وزيرة التعليم ليمور لفنات ليكود وأركان المستوطنين اقترحت فيه عليهم"تسوية"لتفادي صدامات مأسوية وحرب أهلية تقوم على تصويت الكنيست الاثنين المقبل على خطة الفصل على ان لا يتم التنفيذ قبل اقرارها في استفتاء عام وشرط وضع"معاهدة وطنية"تقضي بقبول المستوطنين نتائج الاستفتاء وتحدد قواعد تصرفهم. وبينما لمح بعض قادة"مجلس المستوطنات"الى احتمال قبولهم بالتسوية، أعلن غلاة المستوطنين رفضهم لها قطعاً وقالوا ان"مجلس المستوطنات غير قادر على تأمين الهدوء في أوساط المستوطنين". واتهم عدد من قادة المستوطنين شارون بالتحايل عليهم وان دعوته الى اجتماع أمس ليست سوى مناورة. وفيما حرصت أوساط قريبة من شارون على التسريب لوسائل الاعلام العبرية بأنه ما زال على موقفه المعارض اجراء استفتاء لقناعته بأن المستوطنين لن يقبلوا بالنتائج في حال اقرت خطة الانسحاب ولرفضه مطلبهم باشتراط الإقرار بغالبية 60 في المئة، رأى معلقون ان شارون قد يعدل عن موقفه ويرضخ للضغوط المتزايدة عليه، لكنه لن يفعل ذلك قبل ان تقر الكنيست الاثنين المقبل الخطة، وسط توقعات بأن تحظى بدعم غالبية مطلقة من النواب 67 من مجموعة 120. في المقابل، يرى"المتمردون"داخل حزب"ليكود"الحاكم الذي يتزعمه شارون في الاستفتاء، مخرجاً وحيداً للأزمة الائتلافية يحول دون حصول شرخ في المجتمع الاسرائيلي وانقسام في"ليكود". وبادر هؤلاء الى جمع تواقيع على عريضة سترفع الى شارون اليوم تطالبه باجراء استفتاء عام لقاء التزامهم المسبق القبول بنتائجه. ويتوقع ان يثير"المتمردون"هذا المطلب في لقاء شارون الكتلة البرلمانية ل"ليكود"ظهر اليوم والذي يسبق جلسة الكنيست التي ستنظر في ثلاث مذكرات جديدة لحجب الثقة عن الحكومة. وأفادت صحيفة"معاريف"ان الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف سيحاول هو الآخر اقناع شارون بفكرة الاستفتاء لتفادي"حرب أهلية"، لكن كتساف فضل في لقاء مع الصحافيين عدم الكشف عن موقفه، وقال ان قرار اجراء استفتاء شعبي على خطة الانفصال يجب ان يكون من صلاحية الكنيست"الهيئة الوحيدة القادرة على حسم هذه المسألة"داعياً الاسرائيليين الى احترام قرار الكنيست والى"ضمان وحدتهم من دون اي شروط".