"ياميش رمضان" زادت اسعاره السنة الجارية بنسبة 15 في المئة في المتوسط على العام الماضي ومن ثم يرى الخبراء لغزاً في تأكيد الحكوميين العكس، فيما الواقع يخالف ذلك، في الوقت الذي زاد الاعلام المرئي والمسموع والمقرر المحلي من نصائحه بضرورة ترشيد الاستهلاك في الياميش وكثّف من استضافته أطباء وعلماء اجتماع وكذلك علماء دين يحضون المواطن على تغيير سلوكه الرمضاني وأن يقلع جزئياً عن ما يسمى العادات والتقاليد الغذائية حفاظاًَ على صحته أولاً وامواله ثانياً. ولم يستجب المواطن محدود الدخل للرجاء الحكومي ومارس عادته مُقبلاً على شراء الياميش بكميات اقل من السابق ومكتفياً في الوقت نفسه بأنواع أساسية وبأسعار معقولة مثل البلح وقمر الدين فيما ترك الفستق واللوز والجوز جانباً للمواطن صاحب الدخول فوق المتوسطة ما يعني أنه بات متفهماً نسبياً للوضع الاقتصادي التي تمر به البلاد، في الوقت نفسه وفي ايجابية ملحوظة يترقب المصريون نتائج دخول اللحوم السودانية السوق بعدما وصلت أول شحنة الخميس ليباع الكلغ ب 15.5 جنيه مقابل 25 - 30 جنيهاً لكلغ من اللحم في البلاد، في ظل توقعات أن تشهد الجمعيات الاستهلاكية التابعة لوزارة التجارة الداخلية اقبالاً هائلاً من المواطن المحدود الدخل ليحظى بكرم حكومي غير مسبوق خصوصاً في موضوع اللحوم. والمتابع للسوق يجد فوضى في ظل استغلال التجار حاجة المواطن لسلع اساسية وزاد في اسعار بعض السلع في مقدمها الالبان والزبادي. وتؤكد فوقية صادق، ربة منزل، أن اسعار غالبية السلع باتت مشكلة للمواطن حتى ياميش رمضان قلّ الاقبال عليه عكس السابق، لكن الاهم كما تقول صادق هو رغيف الخبز فالمصري لم يعد يشاطر طوابير الحلوى والياميش والمولات الكبرى لكنه يشاطر وبصورة ملحوظة طوابير رغيف الخبز اياً كان "بلدي أو افرنجي". ويؤكد سمير فؤاد، صاحب محل حلوى وسط القاهرة، استغلال بعض التجار المناسبات الخاصة بالمصريين لرفع اسعار بعض السلع لكن الخطأ ليس في التاجر أو البائع بل في المواطن الذي يُقبل على شراء السلع التي باتت ترفيهية نسبياً ما يُشجع تجاراً اخرين على استغلال الامر وزيادة سعر السلعة. ويتفق فؤاد على أن الياميش والحلوى والملابس الجاهزة المرتفعة الثمن يمكن التقليل منها لحين استقرار السوق لكن لا يمكن غض الطرف عن مشاكل الخبز التي يشعر المواطن ان ما يحدث في شأنه حالياً "مهزلة" بكل المقاييس فرغيف اليوم هو نصف رغيف الأمس وسعره مرتفع وتلك معادلة لابد من حلها، لا يهمنا اللحوم السودانية ولا الياميش السوري ولا الألبسة المرتفعة الثمن والمستوردة يهمنا رغيف الخبز. على رغم ذلك وفي اتجاه آخر قدرت شعبة البقالة في اتحاد الغرف التجارية حجم تجارة السلع الغذائية خلال شهر رمضان بنسبة 20 في المئة من الحجم السنوي لتجارة السلع.