استعادت الحكومة الألمانية والمستشار غيرهارد شرودر المبادرة السياسية من المعارضة المسيحية في البلاد، بعد أشهر عدة صعبة وقاتمة. ودلت الاستطلاعات الاخيرة التي أجريت بعد الانتخابات المحلية في عدد من الولايات على ان نتائجها تؤكد بالفعل ان الحزب الاشتراكي الحاكم بدأ يستعيد من جديد، ولو في صورة بطيئة، ثقة الناس به إثر معركة الاصلاحات العنيفة التي أوصلت سمعته الى درك عميق. وفي موازاة ذلك، حقق المستشار شرودر الاسبوع الماضي، قفزة مفاجئة على لائحة السياسيين العشرة المفضلين في البلاد، اذ تمكن من التسلق من جديد الى الأعلى والتقدم على غريمته رئيسة الحزب الديموقراطي المسيحي آنغيلا مركل. ولا يزال وزير الخارجية "الأخضر" يوشكا فيشر يتربع على رأس اللائحة منذ ثلاث سنوات من دون منازع. ونشر معهد "فورزا" للبحوث أمس، نتائج استفتاء وضعه بتكليف من محطة "آر تي إل" التلفزيونية ومجلة "شتيرن" الألمانيتين أشارت الى ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي حصل على 31 في المئة من الأصوات في مقابل 29 في المئة قبل أسبوعين، فيما حصل الاتحاد المسيحي على 39 في المئة، خاسراً نقطة واحدة. وكانت شعبية الاشتراكيين الديموقراطيين سجلت في تموز يوليو الماضي أسوأ نتيجة لها وهي 23 في المئة، في عزّ معركة الاصلاحات التي بدأتها الحكومة مع النقابات العمالية، فيما سجل الاتحاد المسيحي 47 في المئة من الأصوات. وخسر حزب الخضر في الاستطلاع الذي أجري بين 4 و8 الشهر الجاري نقطة واحدة ليستقر على 11 في المئة، فيما حصل الحزب الليبرالي على 8 في المئة وحزب الاشتراكية الديموقراطية على 6 في المئة من الأصوات. ويرد المراقبون هذا التحوّل الى الخلافات الناشبة حالياً داخل المعسكر المسيحي حول برنامج الاصلاحات الذي يريد طرحه واتضح للرأي العام انه سيكون إصلاحاً أكثر جذرية من الذي تطرحه الحكومة.