قالت مصادر دبلوماسية عراقية ل"الحياة" ان زعيم "الحزب الديموقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني سيزور دمشق بداية الاسبوع المقبل لاجراء محادثات مع الرئيس بشار الاسد ونائبه عبد الحليم خدام بهدف "التنسيق حول مستقبل العراق"، في اول زيارة رسمية لبارزاني منذ اعلان الرئيس جورج بوش انتهاء الحرب على العراق. الى ذلك، استبعدت المصادر استئناف العلاقات الديبلوماسية المقطوعة بين دمشقوبغداد منذ ربع قرن ل"أسباب سياسية واجرائية" قبل اجراء الانتخابات العراقية في كانون الثاني يناير المقبل. وتأتي زيارة بارزاني تلبية ل"دعوة رسمية" من الحكومة السورية وفي ختام جولة اقليمية شلمت تركيا والاردن بعد ايران. وقالت المصادر امس: "ان الرسالة الاساسية من جولة بازراني في دول الجوار ان الاكراد سيبذلون قصارى جهدهم كي يكونوا عامل استقرار وسيمنعون حصول الحرب الاهلية او التقسيم او الفتنة. وانهم ليسوا في صدد تأسيس كيان كردي". وكانت سورية وايرانوتركيا نسقت في ما بينها لمنع قيام كيان كردي في شمال العراق. كما ان الدول الثلاث تجدد تمسكها ب"وحدة العراق أرضا وشعبا". وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو زار شمال العراق الاسبوع الماضي، وأجرى محادثات مع رئيس حكومة أربيل نيرفان بارزاني الذي كان زار دمشق قبل شهرين تمهيداً لزيارة بارزاني. ويتوقع ان يحمل زعيم "الحزب الديموقراطي" تطمينات اضافية الى المسؤولين السوريين عن عدم وجود "تغلغل اسرائيلي" في شمال العراق، في ضوء النفي العراقي والتأكيد من قبل طهران وانقرة ودمشق من ان "وجوداً استخباراتياً اسرائيلياً في العراق يهدد أمن هذه الدول"، الامر الذي دفع وزراء خارجية سورية فاروق الشرع وتركيا عبد الله غل وايران كمال خرازي الطلب من نظيرهم العراقي هوشيار زيباري تقديم "تقرير رسمي" عن ذلك في الاجتماع المقبل لوزراء خارجية دول الجوار المقرر عقده على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الثماني والصين والجوار في القاهرة 25 الشهر المقبل. الى ذلك، قالت المصادر ان استئناف العلاقات الديبلوماسية بين سورية والعراق "سيتأخر لأسباب سياسية وفنية" الى ما بعد الانتخابات العراقية، مع العلم ان حكومة أياد علاوي اقترحت تعيين المعارض السابق المقرب من سورية حسن العلوي سفيراً في دمشق والحكومة السورية عينت رسميا اللواء المتقاعد قرياقوس قرياقوس قائما بالاعمال في بغداد. واوضحت المصادر: "ان المطلوب أولا ان تتقدم الحكومة العراقية بمذكرة رسمية تطلب فيها من سورية استئناف العلاقات الديبلوماسية، لان العراق هو من بادر الى قطع العلاقات بعد تسلم صدام حسين الحكم عام 1979. وبعد موافقة سورية على هذا الطلب، يقوم العراق بتقديم مذكرة اخرى باقتراح تعيين العلوي سفيرا لتدرسه دمشق"، قبل ان تشير ان هذه "الاجراءات تأخذ عادة بضعة شهور، ما يعني تأجيل حصول ذلك الى ما بعد الانتخابات".