أكد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمس أن الاقليم وتركيا تربطهما ببعضهما بعضاً علاقات مهمة ومتينة، داعياً إلى وقف القتال واراقة الدماء. جاء ذلك فيما عقد «ائتلاف الكتل الكردستانية» اجتماعاً في أربيل لتحديد موعد زيارة وفد الائتلاف الى بغداد للتفاوض مع القوائم الأخرى. وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو إن «تركيا هي جسر للعراق للتواصل مع العالم الخارجي. وفي الوقت ذاته، فإن اقليم كردستان هو جسر لتمتين العلاقات بين تركيا والعراق. تركيا دولة مهمة ولها دورها في المنطقة»، داعياً الى تعزيز العلاقات بين الطرفين. وأضاف بارزاني: «لنا وتركيا مصالح كبرى ومهمة مشتركة، ونحن مستعدون لتقديم أي نوع من الشراكة والتعاون». وتابع: «نحن قلقون جداً من اراقة الدماء سواء كانت كردية أم تركية. ونعرب عن أسفنا للحوادث الأخيرة (...) ندعو الى انهاء النزاع والقتال ونقدم تعازينا لذوي الضحايا، ونأمل بأن تتكرر الزيارات بين تركيا واقليم كردستان العراق». ووصل بارزاني إلى تركيا بناء على دعوة رسمية تلقاها من أنقرة. وهذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها بارزاني إلى تركيا بصفته رئيساً للاقليم، وذلك في خطوة نوعية في العلاقات بين الأكراد وتركيا. وكانت تركيا اتهمت اقليم كردستان العراق بدعم مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» الذي يرفع السلاح ضد أنقرة منذ ثمانينات القرن الماضي للمطالبة بوطن عراقي للأكراد جنوب البلاد، فيما كانت حكومة الاقليم تؤكد مرات عدم صحة هذه الاتهامات، وأنها لم تدعم يوماً أي جهد حربي يمس دول الجوار. وكان «حزب العمال الكردستاني» نفذ عملية عسكرية الأسبوع الحالي قُتل خلالها أربعة جنود أتراك. وتأتي هذه العملية بعد أكثر من سنة على وقف النار من جانب الحزب، والذي كان أعلنه العام الماضي. لكن الحزب أعلن أخيراً عودة العمل المسلح وانهاء حال وقف النار. وبعد انتهاء زيارته إلى تركيا، سيتوجه رئيس اقليم كردستان الى فرنسا للقاء مسؤولين هناك بناء على دعوة رسمية منهم. وعلى صعيد متصل، عقد «ائتلاف الكتل الكردستانية» اجتماعاً في اربيل لتحديد موعد لزيارة وفده الى بغداد للتفاوض مع القوائم العراقية الأخرى في شأن تشكيل الحكومة المقبلة. وأفادت مصادر قريبة من الاجتماع أن الهدف الرئيس منه هو تحديد موعد لزيارة الوفد الكردي الى بغداد للتفاوض حول تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، ودور الاكراد فيها، إضافة الى جملة من القضايا الخلافية التي تشهدها العلاقات بين بغداد واقليم كردستان. وكان رئيس اقليم كردستان أعلن مطلع أيار (مايو) الماضي انبثاق «ائتلاف الكتل الكردستانية» المشكل من القوائم الكردية الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وهي كل من «التحالف الكردستاني» و «التغيير» و «الاتحاد الاسلامي» و «الجماعة الاسلامية». وحصلت قائمة «التحالف الكردستاني» المشكلة من 12 حزباً كردياً أبرزها «الديموقراطي الكردستاني» و «الاتحاد الوطني» على 43 مقعداً في الانتخابات التشريعية في آذار (مارس) الماضي، فيما حصلت «التغيير» على ثمانية مقاعد و «الاتحاد الاسلامي» على أربعة مقاعد و «الجماعة الاسلامية» على مقعدين، ليصبح المجموع الكلي لمقاعد الاكراد في البرلمان العراقي المقبل، 57 من مجموع 325. وكانت الكتل الكردية باشرت سلسلة اجتماعات عقب اعلان نتائج الانتخابات الأخيرة توصلت خلالها الى الاتفاق على توحيد الصف الكردي في بغداد والتحرك بموقف موحد تجاه «حقوقهم». يذكر أن هناك نقاطاً خلافية بارزة بين اقليم كردستان وبغداد أبرزها تطبيق المادة 140 حول المناطق المتنازع عليها، وحصة الاقليم من موازنة العراق، والعقود النفطية التي تبرمها حكومة الاقليم مع الشركات الأجنبية، وانتشار قوات حرس الاقليم «البيشمركة».