تسعى وزارة السياحة السورية، من خلال مهرجان "طريق الحرير" الذي احتضنت مدينة طرطوس الساحلية فاعليات دورته الثالثة بين 27 و30 أيلول سبتمبر الماضي لمناسبة احتفال سورية بيوم السياحة العالمي، الى تسويق مكانة سورية السياحية في الإعلام الخارجي في محاولة لاحتلال موقع متميز على الخريطة العالمية يوازي قيمة المنتج السياحي السوري وسمعته الدولية. ونجحت الوزارة في استقطاب أكثر من مئة إعلامي أجنبي، إضافة الى العرب والسوريين، والعديد من القنوات الفضائية لتجوب بهم مدناً سورية لها أهميتها السياحية مثل اللاذقية وحلب وتدمر ودمشق. وبدا ان الإعلاميين تفاعلوا مع مفردات الحياة السورية وانخرطوا في جوها الحميم، وظهر ذلك جلياً في ردود فعلهم ومداخلاتهم أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير السياحة سعدالله آغا القلعة. قال وزير السياحة إن "وظيفة المهرجان الحالية إعلامية، وغايته تقديم الحدث المهم الذي يجذب الإعلاميين لينقلوا مضمونه بما يثير جمهورهم. وتخطط الوزارة لتحويل المهرجان الى مقصد سياحي يجتذب السياح بعد خمس سنوات"، مشدداً على ان سورية قادرة على تنظيم معارض ومهرجانات في زمن قياسي يرقى الى أهمية الحدث وغايته. ونوّه الى ان الوزارة تخطط لإقامة البرامج السياحية في المواقع نفسها التي شهدت تلاقي القوافل مثل الخانات الأثرية، وكذلك تسيير رحلات سياحية على "طريق الحرير" في دورته المقبلة التي ستنطلق من مدينة بصرى، باستخدام وسائل النقل التقليدية مثل الجمال. وأكد آغا القلعة أن "الأولوية ستعطى للترويج باعتباره الأساس الذي يعتمده المستثمرون في دراسة الجدوى الاقتصادية لمشاريعهم المستقبلية حيث ان زيادة الطلب تعزز فرص الاستثمار وتعدّل سياسة الوزارة أيضاً". من جهته، دعا آرام صليبا محافظ طرطوس المستثمرين للاستفادة من "المزايا التي توفرها المحافظة الواعدة سياحياً من شواطئ وغابات وأوابد أثرية"، بعدما باشرت شركة "أنترادوس" السورية - البريطانية أعمال التمهيد في مشروعها المتضمن إقامة منتجع وفنادق برأسمال 200 مليون دولار على شاطئ المدينة. فاعليات متنوعة دأب منظمو المهرجان على تضمين فاعلياته مدلولات رمزية تجسد الأفكار والقيم والثقافات والأزياء التي تمازجت على طريق الحرير نتيجة لالتقاء القوافل التي اعتبرت بمثابة مدن متنقلة بين أمصار الشرق والغرب. واستهل المهرجان بأوبريت "أسطورة الملك كيريت" وهي ملحمة شعبية عمرها أربعة آلاف عام وتحكي قصة العلاقة الوثيقة بين القوافل البرية والبحرية ومصير سكان الساحل. وساهم في هذا العمل الفني نحو 1100 شخص ارتدوا الأزياء الفينيقية. واعتبر علي درويش مدير السياحة في طرطوس ان المهرجان شكل فرصة طيبة لترويج ما تحفل به المحافظة من أوابد أغنت التراث الإنساني بحضارتها العريقة مثل جزيرة أرواد وعمريت التي تضم أقدم ملعب أولمبي في العالم، وكذلك القلاع الكثيرة التي تنوء بها هضاب طرطوس ومرتفعاتها. وأشار الى ان المدينة تشهد حركة سياحية غير معهودة "ولذلك دشن وزير السياحة مركز الاستعلامات السياحي في مدينة صافيتا لمناسبة المهرجان ونحن بصدد تجهيز مركز آخر في مدينة مشتى الحلو التي تشتهر بمصايفها وطبيعتها الخلابة، إضافة الى تدشين مشروع تأهيل مغارة بيت الوادي كمقصد سياحي مهم وهي تماثل مغارة جعيتا في لبنان". وأُفتتح عدد من المعارض الفنية في الأقبية الأثرية القديمة مثل "معرض الصناعات التقليدية الإيرانية" و"معرض الفن التشكيلي الصيني"، ومعارض للسجاد والمهن الحرفية وتصنيع الحرير يدوياً وتربية النحل ودود القز والتصوير الضوئي. وأُختتمت فاعليات المهرجان بحفل فني أُقيم في قصر العظم بدمشق شاركت فيه الفرق الفولكلورية والفنانة ميادة بسيليس مع فرقتها الموسيقية. ونظّم "بيت نظام"، أحد البيوت القديمة، مهرجاناً لمئة صنف من المأكولات الدمشقية ومعرضين أحدهما للصور الضوئية والآخر لتطعيم الفسيفساء السوري.