عاش المشاركون في افتتاح مهرجان «طريق الحرير» مساء أول من أمس في محيط قلعة حلب، اجواء مشابهة لمشهد تلاقي القوافل القادمة من الشرق والغرب بطريقة رمزية وعصرية عبر العروض الفنية والمشاهد التمثيلية التي قدمتها فرق عربية وأجنبية جسدت القوافل التجارية التي كانت تحط برحالها في المدن السورية. وأعلن وزير السياحة السوري سعد الله آغة القلعة انطلاق فعاليات المهرجان في دورته التاسعة من مدينة حلب ليعبر عدة مدن سورية قبل ان يحط رحاله في مدينة دمشق القديمة يوم 2 تشرين الاول (اكتوبر) المقبل. وتضمن حفل الافتتاح عدداً من اللوحات الغنائية الاستعراضية التي تتحدث عن تاريخ مدينة حلب وحاضرها وقصصاً عن طريق الحرير تتجسد بقافلة صينية متجهة إلى سورية والطقوس التي تعيشها في رحلتها من حوارات شعرية وغنائية اضافة الى قوافل من دول أخرى. وأكد القلعة «حرص الوزارة على إقامة المهرجان كل سنة تزامناً مع يوم السياحة العالمي على أرض سورية تجسيداً لدورها الدائم في تحقيق اللقاء بين قوافل التجارة العالمية على أرضها منذ أقدم العصور وإطلاقاً لدورها المعاصر كموئل للتلاقي والتبادل والحوار». ولفت القلعة إلى «أن المهرجان استطاع خلال مسيرته ومعارضه المرافقة أن يبيّن دور سورية في التفاعل والإبداع من خلال صنّاعها المهرة حين وظفوا خيوط الحرير الوافدة إلى سورية منذ آلاف السنين مع قوافل هذا الطريق وخيوط الذهب والقصب في نسيج مبهر بقي المثال الأكمل للجودة والإتقان والفن الإنساني الرفيع». وأضاف: «ان الوزارة رغبت عبر إطلاقها للمهرجان في دوراته المتعاقبة أن تطرح أمام العالم ممثلاً بأكثر من مئتي إعلامي الكيفية التي استطاع من خلالها العالم القديم أن يتجاوز صراعاته عن طريق التفاعل الخلاق بين الحضارات التي كانت سورية بحكم موقعها الجغرافي في قلب العالم القديم مركزَه ومحوره منذ أن اتجهت أنظار التجار إليها لتتلاقى على أرضها وتتبادل البضائع والأفكار في سعي لإبراز هذا الواقع للعالم». وقال: «يكفي أن ندخل هذه الأيام إلى محركات البحث على شبكة الإنترنت، ونطلب البحث عن مصطلح مهرجان طريق الحرير في سورية، لنرى أن عدد المقالات والأخبار يتجاوز621 ألف مقال أو خبر عن المهرجان باللغة الإنكليزية و378 ألف خبر أو مقال بالفرنسية و145 ألف مقال أو خبر عن مهرجان طريق الحرير بالعربية. وكانت فكرة المهرجان ولدت في عام 2002 في محاولة من المنظمين لاستعادة سورية دورها التاريخي كنقطة تقاطع لطرق ومسارات التجارة العالمية. ويعد المهرجان، الذي اعتادت وزارة السياحة السورية تنظيمه سنوياً وتدعو اليه مئات الصحافيين من كل انحاء العالم، نافذه سياحية ومحطة مهمة للاطلاع على غنى وتنوع المنتج السياحي السوري وفرصة للمشاركين فيه للتعرف على التراث الحضاري لسورية التي تضم أكثر من 20 حضارة مختلفة. ومن المقرر ان تشهد أيام المهرجان حفلاً موسيقياً في أحد المواقع التراثية يشارك فيه عازفون وموسيقيون ومغنون من 13 دولة ليعزفوا ويغنوا بشكل مشترك لأول مرة من دون ان يلتقوا سابقاً لكي يكرروا تقاليد طريق الحرير التي كانت سورية تستضيفها في خاناتها. كما يشهد المهرجان رحلة للإعلاميين على الجمال ضمن الواحات في مدينة تدمر الاثرية ليعيشوا طقوس هذه الرحلات. وتم في الافتتاح تكريم عدد من الاعلاميين الذين كانوا شاركوا في فعاليات مهرجان السنة الماضية وكتبوا عن رحلتهم افضل المقالات والمواد الصحافية والرسائل الاخبارية المصورة والمقروءة والمسموعة.