بدا أن التحقيقات في حوادث التفجيرات التي ضربت سيناء الخميس الماضي تتجه الى اعتماد فرضية قيام تنظيم يضم عناصر مصرية وأجنبية بتنفيذها بعدما توافرت معلومات عن قيام مصري أو أكثر بشراء كميات من المتفجرات من بدو في سيناء قبل أسابيع بزعم استخدامها في محاجر في مناطق بعيدة عن سيناء. وتبذل اجهزة الأمن المصرية جهوداً بالغة للوصول الى مَنْ قاموا بشراء المتفجرات، واوقفت عدداً من المشبوهين كما استكملت استجواب عشرات من البدو للحصول على معلومات أكثر دقة. فيما عادت جماعة مجهولة تطلق على نفسها اسم "كتائب الشهيد عبدالله عزام - تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة"، لتؤكد مسؤوليتها عن تنفيذ التفجيرات وتعهدت الإعلان عن تفاصيل أخرى في مرحلة لاحقة. وكان تنظيمان مجهولان أعلنا مسؤوليتهما عن التفجيرات بعد ساعات من وقوعها هي "الجماعة الاسلامية العالمية"، و"جماعة التوحيد الاسلامي" ما شكك في صدقية المنظمات الثلاث. وقال مسؤول مصري ل"الحياة" إن جهات التحقيق "تتعامل بحذر مع البيانات الواردة على شبكة الانترنت لكنها لا تتجاهلها" مشيرة الى أن بعض مناصري الحركات الأصولية "يبادرون بوضع بيانات على شبكة الانترنت بهدف إرباك جهود التحقيق أو تسييرها في اتجاهات بعينها". وعلق البيان الجديد ل"كتائب الشهيد عبدالله عزام" على سلسلة البيانات المتضاربة التي تبنت ما أسماه ب"الغزوة المباركة في أرض الكنانة"، وأكد مسؤولية التنظيم المطلقة والكاملة عن "الغزوة"، وقال: "سنقوم بموافاتكم بالتفاصيل في الوقت المناسب"، وزعم أن اثنين من المنفذين "تمكنا من الانسحاب بسلامة بعد أن تخلصا من الطوق الأمني الذي فُرض على المنطقة". وقال البيان إن "كتائب الشهيد عبدالله عزام تتمتع بروح معنوية عالية ومرتفعة بعد النصر الساحق"، متعهداً "إعادة الكرّة في العديد من المواقع"، لافتاً الى أن "الحقيقة ما ترى لا ما تسمع". وفي اشارة الى دور أردني في العملية قد يرسخ الاعتقاد بوجود عناصر أجنبية قد تكون انطلقت من الأردن الى سيناء للمشاركة في التنفيذ، قال البيان: "تمهل الكتائب أوكار الجواسيس في كل من مصر والأردن ثماني واربعين ساعة لمغادرة البلاد وإلا فإن هذه السفارات ستكون عرضة لقواتنا الضاربة". وأكدت مصادر مطلعة على جهود التحقيق أن السيارات التي استخدمت في التفجيرات مصرية وليست اسرائيلية أو تحمل لوحات مصرية لأي دولة أخرى، مما يرسخ الاعتقاد بأنها أستُؤجرت أو سُرقت، ثم تم تفخيخها قبل عملية التنفيذ. وقالت مصادر إن أجهزة التحقيق تقارن بين ملامح مَنْ قاموا بشراء المتفجرات وفقا للأوصاف التي أدلى بها بعض البدو مع أوصاف حصلت عليها لإثنين من منفذي التفجيرات في طابا شُوهدا داخل السيارة التي ضربت الجانب الغربي من فندق هيلتون. ورجحت أن يكون السيناريو الذي أتبع يقوم على تخطيط العملية في الخارج ثم الدفع بعناصر لتنفيذها بدعم من عناصر مصرية تولت شراء المتفجرات ومعاينة مسرح العمليات. في موازاة ذلك، انتهت نيابة أمن الدولة من معاينة موقع الفندق المنكوب في طابا. وقال المحامي العام للنيابة المستشار هشام بدوي إن فريق النيابة سيستكمل التحقيقات بعد ظهور أدلة جديدة وذلك بعد ظهور نتائج تحليل المعمل الجنائي لعينات الانقاض والجثث التي تم انتشالها من موقع الحادث، موضحاً أن النيابة حصلت على المعلومات الأولية لملابسات وقوع الحادث من بينها قائمة بأسماء النزلاء الذين كانوا متواجدين وقت وقوع الحادث وسماع أقوال شهود العيان. وأعلن رئيس قسم الطوارئ في مركز طابا الطبي الدكتور سعيد عيسى أن كل التحاليل والاختبارات المعملية الخاصة بالحامض النووي "دي إن إيه" لحوالي 20 جثة موجودة حالياً في مستشفى نويبع الدولي ستنتهي اليوم الاثنين، مشيراً إلى أن سبعة مصريين تم التعرف على جثثهم إضافة إلى جثة مواطن روسي، وأوضح أن عمليات تحليل الحامض النووي تجريها وحدات الطب الشرعي والمعمل الجنائي ويتم خلالها الاستدلال على هوية الجثث عبر العلامات المميزة مثل بصمات الاصابع وبصمات الاسنان والوشم والأسنان الذهبية إضافة إلى الحلي التي كان يرتديها بعض الضحايا. وأشار المسؤول الطبي المصري أن عدد المصابين حتى الآن في المركز وصل إلى 56 مصاباً منهم 10 روس وإسرائيليان وسويسري إضافة إلى 16 مواطناً من جنسيات مختلفة معظمهم من أوروبا وخمسة أفراد لم يستدل على جنسيتهم بسبب اصابتهم وحالتهم النفسية. وانتهت فرق الانقاذ وقوات الدفاع المدني من رفع الانقاض في موقع فندق هيلتون طابا وقامت بحفر أرضية الطابق الأول للوصول إلى الدور الأرضي الذي كانت مداخله مسدودة تماماً بالركام والأحجار التي سقطت جراء الانهيارات المتراكمة. وقال مصدر أمني إن الجزء الأيمن الذي تم حفره للوصول إلى الطابق الأسفل تم التأكد من أنه خال تماماً من الضحايا، في ما تنبئ الروائح المنبعثة من الجانب الأيسر عن وجود بعض الجثث يتوقع أن تكون ما بين ثلاث إلى أربع جثث. وأكد المصدر أنه غير وارد على الاطلاق وجود أي جثث أخرى، حيث أن القوات تجولت في جميع أنحاء الفندق وتأكدت من عدم وجود أي جثث، مشيراً إلى أنه تجري حالياً عمليات تنظيف وتطهير لمكان الحادث حيث تم إحضار معدات ثقيلة لرفع الركام من أمام الفندق بالكامل. وأضاف المصدر أن غالبية قوات الانقاذ الإسرائيلية رحلت من مكان الحادث عائدة إلى إسرائيل وقد سحبت غالبية معداتها التي كانت تعمل في المكان ولم يتبق في موقع الحادث من تلك القوات إلا عدد بسيط لا يتجاوز 15 فرداً لمعاونة أفراد القوات المصرية الذين يتولون حالياً مسؤولية العمل بالكامل في موقع الحادث.