تواصل أجهزة الامن المصرية جهودها لكشف غموض تفجيرات طابا الخميس الماضى والتى أوقعت 34 قتيلا منهم تسعة مصريين وخمسة وعشرين اسرائيليا وأكثر من مائة مصاب بحسب احصائيات رسمية. وتجري السلطات المصرية استجوابا للمشتبه فيهم ممن جرى القبض عليهم خلال اليومين الماضيين الذين تدور الشبهات حول تقديمهم المساعدة أو التواطؤ مع منفذي التفجيرات الثلاثة التى ضربت منطقة جنوبسيناء. وقال مصدر أمنى فى تصريح صحفى أمس ان اجهزة الامن اعتقلت عددا من المشتبه بهم من بينهم احد الاشخاص من بدو سيناء تشير المعلومات الى قيامه ببيع المتفجرات الى الارهابيين. وذكر أن الشبهات تدور حاليا حول بعض الاشخاص المشبوهين الذين يرجح تورطهم في تلك التفجيرات بعد حصولهم على المساعدة من بعض المتعاطفين معهم من البدو. وقال انه يجري حاليا تحليل -دي ان ايه - لاشلاء الجثث للتعرف على الجناة كما انه سيتم سؤال عدد من شهود العيان للحصول على وصف دقيق عن المنفذين فيما رجحت أجهزة الأمن أن العملية قام بها انتحاريان اقتحما بوابة الفندق الرئيسية بسيارة تحمل شحنة ضخمة من المواد شديدة الانفجار. وتجنبت مصر توجيه اتهامات فورية الى أى من الجهات والتنظيمات بمسئوليتها عن الحادث وتحفظت على التسرع الإسرائيلي بتوجيه اتهامات الى تنظيم القاعدة. ورأى محللون هنا أن التحفظ المصري في توجيه اتهامات سريعة ومباشرة يعكس حرصها على الحيلولة دون استغلال أية أطراف للتفجيرات في تحقيق أهداف ربما لا تمس الحقيقة التي لن تكشفها إلا التوصل إلى الجناة الحقيقيين. وقالوا التحفظ من اتهام تنظيم القاعدة يعكس رغبة أجهزة الأمن على ترك الخيارات المفتوحة أمام كافة الاحتمالات بما فى ذلك ضلوع مصريين فى هذه الانفجارات وأن أجهزة الأمن لا تسعى الا الى الحقيقة واستبعد خبير فى الجماعات الاسلامية وهو ضياء رشوان فى تصريح لوكالة الأنباء الكويتية مسئولية أى من التنظيمات الاسلامية داخل أو خارج مصر عن الحادث. وقال ان مسرح الأحداث من الناحية الجغرافية واجراءات الأمن المشددة التى تميز طبيعة المكان باعتباره من الأماكن السياحية الحساسة تستبعد احتمال أن تكون الجماعات الاسلامية قد غامرت بارتكاب الحادث. كما استبعد أن يكون تنظيم القاعدة له أى ضلوع فى حوادث التفجيرات التى شهدتها منطقة جنوبسيناء مساء الخميس الماضى ورأى أن تنظيم القاعدة فى أضعف حالاته حاليا وأنه لا يستطيع توجيه مثل هذه الضربات كما أكد مصدر أمنى مسئول من قوات الدفاع المدنى المصرية أن عمليات رفع الانقاض بموقع حادث فندق هيلتون طابا انتهت تماما وغير وارد على الاطلاق وجود اى جثث أخرى حيث أن القوات تجولت بجميع أنحاء الفندق وتأكدت من عدم وجود أى جثث. وقال فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الاوسط امس أنه تجرى حاليا عمليات تنظيف وتطهير لمكان الحادث حيث تم احضار معدات رفع ثقيلة لرفع الركام من أمام الفندق بالكامل. وأضاف المصدر أن غالبية قوات الانقاذ الاسرائيلية رحلت من مكان الحادث عائدة الى اسرائيل وقد سحبت غالبية معداتها التى كانت تعمل فى المكان ولم يتبق فى موقع الحادث من تلك القوات الا عدد بسيط لا يتجاوز 15 فردا لمعاونة أفراد القوات المصرية الذين يتولون حاليا مسئولية العمل بالكامل فى موقع الحادث.