مضت، امس، الأمينة التنفيذية السابقة لرئيس مجلس ادارة "بنك المدينة" رنا قليلات في إقناع من تبقى من المدعين عليها في دعاوى ملف "بنك المدينة" بالدخول معها في تسويات. ونجحت وهي في قصر العدل قبل الظهر في جعل المدعي صالح عاصي يسقط حقوقه الشخصية عنها وعن المدير العام للمصرف ابراهيم ابو عياش في الدعوى التي رفعها ضدهما بجرم اعطاء شيك من دون رصيد بقيمة 10 ملايين دولار اميركي، ودخلت في مفاوضات تسوية اخرى مساء مع المدعي عزت قدورة في دعواه ضدهما بشيك من دون رصيد بقيمة 7 ملايين دولار، في حين بقيت دعاوى رئيس مجلس ادارة المصرف عدنان ابو عياش خارج اي تسوية مع قليلات وإن نقل عنه المحامي عبدالله الرافعي مباركته التسويات التي قام بها شقيقه الموقوف ابراهيم مع قليلات "إذا كانت ترضيه". وكانت جلسة "المصالحة" بين قليلات وعاصي حصلت في مكتب قاضي التحقيق الأول في بيروت حاتم ماضي واستغرقت ساعتين شهدت نقاشاً حاداً بين الأطراف المعنية، وتولت قليلات بنفسها وفي حضور وكيلها المحامي باسل سويد اجراءات القضية. وسبق الجلسة اجتماع عقدته قليلات مع عاصي في غرفة جانبية في قصر العدل، خرج بعدها الأخير غاضباً وسُمع يردد "اذا بدي انحبس خليني انحبس" وغادر قصر العدل وحاول المحامي الرافعي وكيل ابراهيم ابو عياش تهدئته لكنه أصر على الرحيل، وما لبث ان عاد بعد ساعتين إثر اتصال تلقاه من رنا اثناء وجودها في مكتب القاضي ماضي ولدى ولوجه باب المكتب استقبلته رنا معانقة وقالت له بتودد "بدي اقبرك" ودخلا معاً مكتب ماضي. وكانت هي نفسها حينما غادر عاصي قصر العدل رددت اثناء انتظارها مقابلة القاضي ماضي معلقة على فعل عاصي: "بدو يبتزني". وعلم ان عاصي طالب رنا بمبلغ 13 مليون دولار بعدما اضاف 3 ملايين كفائدة على المبلغ الأساسي موضوع الدعوى، وأنهما عادا وتصالحا بالطريقة التي ارتآها الطرفان بأن تدفع له قسماً من المبلغ نقداً والقسم الآخر كأسهم في عقارات. ويتوقع ان ينسحب اجراء المصالحة على المدعي جان عاصي الموجود في جنيف بدعوى رفعها ضد رنا وابراهيم بجرم الاحتيال. ونقل عنه انه مستعد للتفاوض بعدما وافقت رنا على التنازل له عن اسهم في عقارات تملكها وابراهيم. وإذا كان إسقاط هذه الدعوى يؤدي الى خروج ابراهيم ابو عياش من نظارة قصر العدل بعد توقيف دام اكثر من شهرين، فإن الأحكام في الحق العام في الدعاوى والذي يُحال بموجبه رنا وابراهيم الى المحاكمة ستقتصر حينها على الغرامات المالية. وأصرت قليلات لدى خروجها من قصر العدل على ابتهاجها ووصفها للأمور بأنها "تسير على الطريق الحلو الحلو الحلو". وأكدت "ان كل شخص يحب التفاوض معي انا حاضرة وإجمالاً كل من يدق بابي ويريد التفاوض فأهلاً به". دعاوى عدنان ابو عياش وبقيت دعاوى عدنان ابو عياش ضد قليلات محور التباس وتجاذب، فبعد البيان الذي وزّع ليل اول من امس عنه وعن ابن شقيقه وسام ابراهيم ابو عياش بأن الأول "غير معني اطلاقاً بما تم من إسقاط للدعاوى وهو ماض في دعاواه القضائية بلا توان من طريق موكليه الدكتور منيف حمدان والنائب انطوان غانم وجان قزي ولن يتنازل عن اي من الدعاوى المقامة"، فإن المحامي الرافعي شدد على "ان عدنان اساسي في المصالحة والحل وفي المطالبة بأمواله وما يحكى ويشاع غير دقيق. وأستطيع التأكيد ان الأجواء ايجابية جداً وليفهم الجميع ان ملف "بنك المدينة" مر في العدلية بالشكل الطبيعي والسليم وأمام قضاء نزيه جداً، هناك مصالحة جدية حصلت وهناك اموال يطالب بها الدكتور عدنان ويقرر القضاء ما اذا كانت محقة ام غير محقة". وإذ ذكر ابن شقيقة عدنان ابو عياش وائل ل"الحياة" ان خاله عزل المحامي الرافعي وأنه "ماضٍ في دعاواه ضد رنا قليلات وآخرين بتهم سرقة اموال المودعين وأموال المدعين الشخصية وتبديدها وإخفاء معالمها وتزوير اوراق ومستندات وبيانات وموازنات عائدة ل"بنك المدينة" واختلاس اموال وتحاويل بواسطة الاحتيال المنظم وتأليف عصابة منظمة للسرقة والتزوير وتبييض الأموال وإساءة استعمال سند توكيل عام معطى منه الى رنا والذي بموجبه اختلست وعصابتها اموال المصرف والمدعين"، مشيراً الى ان قيمة كل ذلك نحو بليوني دولار، سعى المحامي الرافعي في المقابل في اتصال مع "الحياة" الى نفي خبر عزله مؤكداً "ان هناك اتصالات بيني وبينه ومراسلات، إنما نقل إليه انني استخدمت اسمه من خلال وكالته لي في مسألة التنازل، وأستطيع التأكيد انه يبارك قرار شقيقه في اقامة تسوية مع رنا اذا كان ما تم يرضيه، وأريد القول ان ابراهيم ابو عياش انسان حكيم وراشد والتقت مصالحه مع مصالح الطرف الآخر وأخذ حقه وأعطى حقاً لغيره". اما وكيل الدكتور عدنان المحامي حمدان فاكتفى في اتصال مع "الحياة" بالقول ان موكله لم يحدثه في اي امر يتعلق بعزل الرافعي او تسويات مع رنا قليلات.