أعلن نائب الرئيس الايراني للشؤون البرلمانية محمد علي ابطحي ان ايران ومصر اتفقتا على إعادة العلاقات الديبلوماسية المقطوعة بينهما منذ أكثر من عقدين، فيما أكد وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر انه "لم يتم بعد اتخاذ قرار إعادة" هذه العلاقات. ويبدو أن هذا التضارب يعود الى توقيت اعلان تطبيع العلاقات أكثر من كونه مرتبطاً بالأسباب التي أدت الى قطع العلاقات بين البلدين العام 1980. وأزالت ايران العقبة الأخيرة التي تعترض عودة العلاقات، بقرار المجلس البلدي لطهران أمس اطلاق اسم الانتفاضة على شارع خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس أنور السادات. وعلق وزير الخارجية المصري على الاعلان الايراني بالقول انه "لم يتم بعد اتخاذ قرار بإعادة" العلاقات الديبلوماسية مع ايران. وأضاف للصحافيين: "في ما يتعلق بموضوع اعادة العلاقات، ان الأمر سيكون واضحاً عندما يصدر بيان مشترك رسمي في البلدين"، مشيراً الى انه "يجب الانتظار وعدم الاستعجال". لكنه شدد على أن "العلاقات والاتصالات مستمرة بين البلدين على أكثر من مستوى وتسير في الاتجاه الصحيح، خصوصاً بعد قمة" الرئيسين حسني مبارك ومحمد خاتمي في جنيف في العاشر من كانون الأول ديسمبر الماضي. ووقفت الخارجية الايرانية بقوة وراء قرار المجلس البلدي تغيير اسم شارع الاسلامبولي، إذ حضر الناطق باسم الخارجية حميد رضا اصفي جلسة المجلس برفقة المدير العام لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية محمد علي سبحاني. وشدد اصفي، في كلمة أمام المجلس الذي يسيطر عليه المحافظون، على أن تغيير اسم الشارع هو "خطوة لبناء الثقة مع مصر وأن القاهرة لم تشترط احداث هذا التغيير لعودة العلاقات إذ ان الجو المخيم على تلك العلاقات هو جو ايجابي جداً". وفي اشارة الى اتفاقات كامب ديفيد أوضح اصفي ان "السبب وراء قطع العلاقات مع مصر كان مسألة دعم الشعب الفلسطيني، لكن جميع القوى الفلسطينية تعتبر اليوم ان العلاقة بين ايران ومصر تبعث على تقوية موقف هذه القوى والشعب الفلسطيني". واتسم جو جلسة المجلس البلدي بالإيجابية تجاه القرار كونه يصب، بحسب رأي اعضاء المجلس، في مصلحة تطوير العلاقات بين ايران ومصر، بما يخدم مصالحهما ومصالح العالم الاسلامي. ويرى بعض المراقبين ان ايران تحتاج حالياً الى تطوير علاقاتها مع مصر لتكمل حلقة الانفراج في علاقاتها العربية، بما يساهم في دفع الديبلوماسية الايرانية نحو مزيد من القوة على الساحة الاقليمية والدولية بفعل تعاون اكبر مع مصر. كما ان للقاهرة مصالح في تعاون اكبر مع ايران بعد غياب العراق، علماً ان ايران رحبت بمشاركة مصر في اجتماعات الدول الست المجاورة للعراق. ويرى بعض المحللين الايرانيين والمصريين ان "اشتداد الضغوط الاميركية على ايران ودول المنطقة بشكل عام واشتداد الضغوط الاسرائيلية في فلسطين تدفع بدورها الى تحقيق التقارب المنشود بين طهرانوالقاهرة". وكانت العلاقات الايرانية - المصرية بدأت تشهد تحسناً منذ تولى خاتمي الرئاسة. ورفعت الدولتان التمثيل بينهما في بعثتي المصالح الى مستوى السفراء. كما شاركتا في العديد من التجمعات الاقليمية حيث اتسمت مواقفهما بمستوى عال من التنسيق.