أعلنت ايران أمس الثلاثاء عن اعادة وشيكة للعلاقات الدبلوماسية مع مصر مبررة ذلك بضرورة اقامة صلات متينة بين قوتين اقليميتين لدعم الشعب الفلسطيني، الا ان مصر اكدت انه لم يتم بعد اتخاذ قرار بهذا الصدد. ووافقت بلدية طهران على تغيير اسم شارع خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل انور السادات عام 1981 مزيلة بذلك عقبة رئيسية امام استئناف العلاقات الدبلوماسية، بعد اعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية ضرورة القيام بذلك. وصرح نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي ان القرار للعمل باتجاه استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة اتخذ خلال اجتماع جرى بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره الايراني محمد خاتمي في جنيف في العاشر من الشهر الماضي. ولم يبق سوى ايجاد الظروف الملائمة للمصالحة وهو امر تم حصوله بحيث سنرى في الايام المقبلة اعادة العلاقات حسبما قال ابطحي. الا ان وزير الخارجية المصري احمد ماهر اعلن ان العلاقات بين البلدين تسير في الاتجاه الصحيح منذ قمة جنيف وان الاتصالات مستمرة بين البلدين. وقطع البلدان علاقاتهما الدبلوماسية عام 1979. وقبل ذلك اعتبرت طهران قيام الرئيس المصري الراحل انور السادات بتوقيع معاهدة سلام مع اسرائيل عام 1979 بمثابة خيانة. وزاد من تأزم العلاقة بين البلدين استقبال مصر شاه ايران محمد رضا بهلوي عام 1979 بعد مغادرته طهران وقيام الجمهورية الاسلامية. ورفضت الحكومة المصرية تكريم ايران خالد الاسلامبولي باعتباره شهيدا بعد أن أعدمته بسبب قتله السادات خلال عرض عسكري في تشرين الاول اكتوبر 1981. ويعمل البلدان منذ عدة اشهر لتحقيق مصالحة وقد تجسد التقارب عبر المصافحة التاريخية بين مبارك وخاتمي في جنيف كما وجهت الدعوة الى مبارك للمشاركة في قمة مجموعة الثماني النامية التي تعقد في طهران في شباط فبراير المقبل. واشارت الصحف المصرية الى ان مبارك لن يلبي الدعوة اذا لم يتم تغيير شارع خالد الاسلامبولي. وهكذا، انصاع المجلس البلدي في طهران للشرط الرئيسي الذي تطالب به مصر. وقال رئيس المجلس البلدي مهدي شمران ان البلدية كانت قررت قبل عامين تغيير اسم الشارع الى الانتفاضة لكنها كانت بانتظار رسالة من وزارة الخارجية. واضاف شمران ان الرسالة وصلت الاحد والمجلس البلدي الخاضع لسيطرة المحافطين تماما وبناء على قراره السابق طلب من رئيس الحي السادس البدء باجراءات تغيير الاسم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي لقد حان الوقت (لمعاودة العلاقات) بعد سنتين من الانتظار.. ونحن نعتبر ان الظروف باتت متوفرة ومطالبنا ومخاوفنا اخذت في الاعتبار. واشار الى ان التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية المصري كانت مهمة وخلقت مناخا جديدا. وكان ماهر اعلن الاحد لا اعتقد ان التطرق الى مسالة كامب ديفيد سيكون مثمرا لان هذه المسالة باتت من الماضي. واضاف آصفي ان العلاقات مع مصر يجب ان تستانف الان لان ذلك سيساعد الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها المجموعات الجهادية تطالب بذلك. وقال ابطحي انه انتصار دبلوماسي كبير. وستشكل اعادة العلاقات ترسيخا لجهود التقارب العربي-الايراني في وقت ترفض فيه الجمهورية الاسلامية اليد الاميركية الممدودة اليها. ووصف ماهر قرار بلدية ايران بانه خطوة ايجابية لكنه اضاف ان المسألة لم تكن مسألة شارع فقط.