اجرى وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس محادثات مع كبار المسؤولين السوريين، عشية زيارة الرئيس بشار الاسد لتركيا، بعد غد الثلثاء، وهي أول زيارة لرئيس سوري الى انقرة منذ نيل بلاده الاستقلال العام 1946. وقال ناطق رئاسي ان لقاء الاسد مع خرازي "تناول تطورات الاوضاع في المنطقة خصوصاً في العراق وفي الاراضي الفلسطينية المحتلة، والمبادرة السورية باخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل، والتشاور والتنسيق بين البلدين". ووضع مسؤول سوري رفيع المستوى، في تصريحات الى "الحياة"، الاتصالات السورية - الايرانية - التركية "في اطار تنسيق الدول الثلاث بشأن المسألة العراقية بسبب قلقها من الاوضاع في العراق وادراكها اهمية انهاء الاحتلال ونقل السلطة الى الشعب العراقي"، اضافة الى ضرورة "ممارسة ضغوط على اسرائيل لازالة اسلحة الدمار الشامل لديها". وسجلت مصادر مطلعة وجود "توافق" بين انقرة ودمشق وطهران بالنسبة الى العراق على نقاط عدة منها: الحفاظ على وحدة اراضي العراق ما يعني عدم كيان كردي في شماله، الحفاظ على الوحدة الوطنية العراقية، القلق من احتمال حصول فوضى واعمال ارهابية وتسلل ارهابيين اليها، اجراء انتخابات يقرر الشعب العراقي فيها مصيره، ونقل السلطة الى العراقيين وانهاء الاحتلال. وتزامنت محادثات خرازي مع استقبال نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام وفداً عشائرياً عراقياً ضم 20 شخصاً، قال خدام بعده ان "هناك اجماعاً وطنياً على ضرورة صيانة الوحدة الوطنية وعدم الانزلاق الى ما من شأنه ان يهزّ هذه الوحدة"، رافضاً الخوض في مشروع الفيديرالية "قبل ان يقول الشعب العراقي كلمته في الموضوع". وقال ان "كل ما يتعلق ببنية العراق الدستورية والقانونية والسياسية يقرره الشعب العراقي عبر انتخابات حرة، ولا يستطيع أحد ان يتبنى أي وجهة نظر قبل ان يقول الشعب العراقي كلمته". وتابع نائب الرئيس السوري: "هناك اجماع شامل في العراق على ضرورة انهاء الاحتلال واعادة بناء الدولة العراقية بما يضمن مشاركة جميع العراقيين في ادارة شؤون بلادهم وتقرير مستقبلهم عبر انتخابات تجري تحت اشراف الاممالمتحدة لاختيار مجلس تشريعي منتخب يضع دستوراً للبلاد"، لافتاً الى ان بلاده "تعمل جاهدة لتقديم ما يمكن تقديمه للشعب العراقي من اجل تخفيف ما يعانيه العراق من اضرار وآلام، آملين بآن يتمكن اشقاؤنا في العراق من تحقيق طموحاتهم الوطنية". الى ذلك، قالت المصادر الرسمية ان الشرع وخرازي اكدا خلال لقائهما "ضرورة تحديد جدول زمني لانهاء الاحتلال ونقل السيادة الى الشعب العراقي والحفاظ على وحدة وسلامة اراضيه وتجنيب العراق كل ما من شأنه بث الفرقة بين ابناء الشعب العراقي". واضافت ان وجهات النظر بين خرازي والشرع كانت "متطابقة ازاء الوضع الخطر الذى الت اليه منطقة الشرق الاوسط بسبب السياسة العدوانية والاستفزازية للحكومة الاسرائيلية"، وشدد الوزير الايراني بعد اللقاء على "ضرورة ممارسة الضغوط على الكيان الصهيوني لازالة كل اسلحة الدمار الشامل".