تركزت المحادثات الايرانية - التركية حول مستقبل العراق ومشروع الفيديرالية الذي ينادي به الأكراد وتدعمه الولاياتالمتحدة ودعا الجانبان الى ضرورة الحفاظ على وحدة العراق، مع حرص ايراني على القول انها لا ترى اجماعاً عراقياً على الفيديرالية. وقال وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي عبدالله غل: "ليست هناك نظرة واحدة الى هذا المشروع الفيديرالية بين العراقيين، ولذا فإن مجلس الحكم رجح إرجاء البحث فيه الى ما بعد الانتهاء من وضع الدستور، نظراً الى ما يتسم به من حساسية مفرطة". وقال: "المهم الآن المحافظة على وحدة العراق الترابية والوطنية". اما غل فكان أكثر وضوحاً في رفضه الفيديرالية، وقال ان "هذا المشروع سيزيد المشاكل في الشرق الأوسط، وموقفنا واضح اذ اننا نريد وحدة العراق لمصلحته ومصلحة دول المنطقة". من جهة اخرى، رفض خرازي أي حوار مع الإدارة الاميركية، وقال: "ليس هناك حالياً أي برنامج لإجراء حوار مع الولاياتالمتحدة، اذ لا بد ان تغير واشنطن سياستها لإيجاد أجواء تسودها المساواة والبعد عن العداوة". وفي موازة ذلك، نفى عبدالله غل الأنباء التي تحدثت عن وضع تركيا قاعدة عسكرية أو مطاراً عسكرياً بتصرف القوات الأميركية، مشيراً الى ان بلاده تتعامل وفقاً لعضويتها في الحلف الاطلسي. وشدد الجانبان على ضرورة دعم الشعب العراقي "لإقامة حكم ينبعث من أرادة الشعب ووضع دستور جديد للبلاد". وجاءت محادثات غل مع المسؤولين الايرانيين وفي مقدمهم الرئيس محمد خاتمي بعد الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد لأنقرة وأعلن فيها الطرفان السوري والتركي معارضتهما إقامة حكم فيديرالي في العراق في ظل مخاوفهما من ان يؤدي ذلك الى ظهور كيان كردي مستقل قد يشجع الأكراد في الدول المجاورة على المطالبة بالمثل. ويبدو ان هذا الأمر سيكون أحد أهم المحاور في الاجتماع القريب للدول المجاورة للعراق والذي سيعقد في الكويت.