ليست عملية مبادلة الأسرى ورفات الشهداء التي تجرى اليوم بأسرى ورفات جنود اسرائيليين الاولى من نوعها بين اسرائيل و"حزب الله"، وان كانت الأضخم وتتعدى العنصر اللبناني الى الفلسطيني والعربي. على ان الوساطة الالمانية هي امتداد لوساطة سابقة بوجوه اخرى. ففي العام 1998 وتحديداً ليل 25 حزيران يونيو تمت مبادلة اشلاء جنود اسرائيليين سقطوا في جنوبلبنان بأسرى ومعتقلين لبنانيين وجثث لمقاومين لبنانيين قضوا في مواجهات مع القوات الاسرائيلية، وذلك بعد مفاوضات مضنية استمرت تسعة اشهر بين لبنان بشخص رئيس حكومته رفيق الحريري واسرائيل بواسطة الصليب الاحمر الدولي. وتمت المبادلة في حينه على مرحلتين، اذ تم نقل اشلاء من رفات جنود اسرائيليين قتلوا خلال عملية فاشلة في بلدة انصارية الجنوبية في ايلول سبتمبر 1997 بواسطة طائرة فرنسية الى اسرائيل عبر قبرص ووصلت في الوقت نفسه نعوش اربعين مقاوماً الى مطار بيروت من اسرائيل عبر قبرص ايضاً بينها نعش جثمان هادي حسن نصر الله، وشملت في المرحلة الثانية وصول 60 معتقلاً لبنانياً في سجون اسرائيلية وفي معتقل الخيام الى معبر كفرفالوس. وتوزعت جثث المقاومين اللبنانيين في حينه على الشكل الآتي: 28 ل"حزب الله" و9 لحركة "أمل" و3 للحزب الشيوعي في حين توزع المحررون كالآتي: 50 معتقلاً من سجن الخيام منهم 34 ل"حزب الله" و13 ل"أمل" و3 للشيوعي وعشرة اسرى من السجون الاسرائيلية 4 منهم للشيوعي و2 ل"حزب الله" و4 من انتماءات مختلفة. وكان الجيش اللبناني سلّم في حينه الى اسرائيل بواسطة الصليب الأحمر الدولي رأس الجندي الاسرائيلي الذي اودع لدى قيادة الجيش بقرار من رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعدما كانت حركة "أمل" احتفظت به بعد عملية انصارية، في حين سلّم "حزب الله" مجموعة من اشلاء قوامها فك تحتي وخلفية رأس وخمس ارجل وجزء من عمود فقري ويد يمنى وبعض اشلاء من جثة الجندي الاسرائيلي ايتامار ايليا. وكانت عملية تبادل بهذا الحجم اجريت في العام 1996 بواسطة المانية تولاها في حينه وزير الاستخبارات براند شميد باور بتسهيل سوري - اسرائيلي وباشراف من الحكومة اللبنانية وشملت تبادل جثتي جنديين اسرائيليين و17 عنصراً من جيش لبنانالجنوبي في مقابل جثث ورفات 132 مقاوماً اضافة الى 45 معتقلاً وأسيراً كانوا محتجزين في سجن الخيام بينهم ثلاث نساء. وكانت عملية التبادل هذه حملت اكثر من مغزى سياسي ابرزها ان ثمة اجواء ليونة في المواقف الاسرائيلية - العربية بعد فترة التشاؤم التي نجمت عن المواقف المتشددة لرئيس الوزراء الاسرائيلي في حينه بنيامين نتنياهو حيال عملية السلام على كل مسارات التفاوض.