انطلقت عملية تبادل اشلاء جنود اسرائيليين بجثث مقاومين وأسرى ومعتقلين لبنانيين، بعد ظهر امس في الضاحية الجنوبية لبيروت حين سلّم "حزب الله" الجيش اللبناني اشلاء عدد من الجنود الاسرائيليين نقلت الى اسرائيل في طائرة فرنسية عبر قبرص راجع ص2. ونقلت الطائرة الفرنسية جثث اربعين مقاوماً لبنانياً كانوا سقطوا في مواجهات مع الاسرائيليين، نحو منتصف الليل، الى مطار بيروت، فيما تتواصل العملية اليوم باستقبال الاسرى والمعتقلين اللبنانيين قبل الظهر، عند معبر كفرفالوس بعد ان ينقلوا في باص وسيارات تابعة للصليب الاحمر اللبناني، وعددهم ستون، عشرة منهم كانوا في سجون اسرائيل والباقون في معتقل الخيام. وأخذت عملية التبادل طريقها الى التنفيذ امس، على رغم مقتل جنديين اسرائيليين وجرح اربعة آخرين في عملية نفّذها "حزب الله" ضد قوة اسرائيلية، وسبقت بدء التنفيذ اتصالات اجراها رئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري مع كبار المسؤولين في باريس، للتأكد مما اذا كان مقتل الجنديين يؤثر في الاتفاق على التبادل، فأجرت السلطات الفرنسية بدورها اتصالات مع المسؤولين الاسرائيليين، كذلك فعل الصليب الاحمر الدولي الذي كانت تمّت المفاوضات عبره، فاعتبرت تل أبيب ان حصول العملية العسكرية ضد جنودها شيء وتنفيذ عملية التبادل أمر آخر لا يتأثر بمقتل الجنديين. وهذه ثاني اكبر عملية تبادل تجرى بين اسرائيل ولبنان، اذ حصلت الاولى عام 1996 بوساطة ألمانية. وسبقت التنفيذ ترتيبات لوجستية دقيقة وسط كتمان شديد على المفاوضات التي خاضها الحريري بدقة، بواسطة مندوب اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي جان جاك فريزار، الذي تولى الاتصالات المكوكية مع الاسرائيليين، بينما كان الحريري يطلع الحكومة الفرنسية على التفاصيل، كذلك "حزب الله" ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وفيما بدأت اسرائيل تسرّب انباء مواعيد التنفيذ منذ ايام، التزم الجانب اللبناني الصمت، حتى امس حين سرّبت مصادر "حركة أمل" مواعيد التسليم والتسلّم، ثم كرّت السبحة وقام القصر الحكومي بدءاً من الظهر عبر الجهاز الإعلامي فيه، بإجراء الترتيبات اللازمة لتمكين وسائل الإعلام من مواكبة الحدث. وبدأت العملية في الخامسة والنصف عصر امس حين سلّم "حزب الله" امام مقر لجنة الارتباط والتنسيق في بئر العبد في الضاحية الجنوبية اشلاء جنود اسرائيليين الى الجيش اللبناني ممثلاً بالعقيدين حيدر صفا وجمال الحاج فيما مثل "حزب الله" مسؤول لجنة الارتباط الحاج حسين ابو رضا والحاج وفيق صفا. وكانت سيارتان تابعتان للهيئة الصحية الاسلامية نقلتا الأشلاء الى مقر لجنة الارتباط، وبعد نحو ربع ساعة وصلت ثلاث سيارات عسكرية وسيارة اسعاف تابعة للجيش اللبناني حيث بدأت عملية التسليم في حضور حشد اعلامي محلي وعربي وأجنبي كبير. ومن ثم نقلت الأشلاء الى مطار بيروت الدولي. والأشلاء التي سلّمها "حزب الله" هي عبارة عن خمس اقدام وثلاثة اصابع وجزء من فروة الرأس وفك وبعض العظام. وسلّم الجيش رفات الجنود الاسرائيليين لفرايزر ممثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر الذي وقّع مع العقيد الحاج وثيقة تؤكد ان السلطات اللبنانية سلّمت الى الصليب الاحمر بقايا جثة الجندي الاسرائيلي. ونحو السابعة اقلعت الطائرة الفرنسية التي تحمل الرفات، وفيها فريزار، الى اسرائيل من طريق قبرص. وقالت مصادر مطلعة ان طائرة فرنسية أخرى أقلّت رفات الشهداء الأربعين، الى مطار بيروت، حيث كان في استقبالها حشد اعلامي وسياسي تقدمه الرئيس الحريري وبين الشهداء جثة نجل الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي كان اعلن في تصريح "ان عملية التبادل انجاز مهم"